Sunday, February 25, 2007

هل تعلم أمراء الخليج الدرس ؟

من الفلوجة للكويت عبر البحرين:
هل تعلم أمراء الخليج الدرس من حرب صدام على ايران ؟
عبدالجليل السنكيس
23 فبراير 2007م

أصل الخبر- والعهدة على الراوي- أن السلطات الكويتية أمسكت شخصاً بجواز بحريني – من أصل عراقي- ينوي القيام بأعمال تخريبية- حسبما أفاد. وبعد التحقيق معه، تبين أنه شارك في تفجيرات في مدينة الفلوجة العراقية، ثم هرب لسوريا ومنها الى البحرين، حيث تم تجنيسه، لينطلق في رحاب الإرهاب، ولكن هذه المرة بالجنسية البحرينية. أتذكر في هذا الجانب، كيف أن أحد المتهمين بالقيام بأعمال "إرهابية" لازال معتقلاً في غوانتنامو، وهو سعودي الأصل ويحمل الجنسية البحرينية. حصل أخينا "المجاهد" على الجنسية البحرينية بعد أن صادرت السلطات السعودية جوازه السعودي بعد تفجيرات الخبر، دون أن يكون في البحرين، واستعمله للسفر الى البوسنة، ثم الى افغانستان. كما أقام في جبال تورا بورا، وقبض عليه في أفغانستان، للقيام بأعمال "إنسانية" وهو من الذين حاولوا الإنتحار عدة مرات للضغط على السلطات الأمريكية للإفراج عنه، ولكن دون فائدة. هذه، طبعاً أحدى فوائد منح الجوازات البحرينية بالطريقة التي يتبعها النظام.

أثارت هذه الحادثة حفيظة الكويتيين – وآل الصباح بالتحديد- الذين أوفدوا ولي العهد الكويتي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، للتحادث مع بني عمومتهم الذين بدأوا في مشروع توطين آلاف العراقيين ذوي النزعات الـ "بعثية"، المعروفين بولائهم لصدام المقبور. هؤلاء ايضا معروفون بـ"فدائيي صدام" الذي أوجدهم للقيام بأعمال قذرة لايجرؤ أحد على القيام بها، كالتصفية الشاملة للمعارضين وعوائلهم، والتخريب وإثارة الفتن بين العوائل والقبائل بهدف الحفظ على النظام وهيبته.

وقد رد النظام البحريني على تلك الزيارة بأخرى لتطمين الاخوة الكويتيين بأن مشروع التوطين الذي يسعى النظام بشكل حثيث لإكماله وإستعمال "الصداميين" هو لقلب التركيبة السكانية في البحرين ومواجهة القائمين على المطالب الشعبية التي باتت تؤرق النظام الذي لم يعد قادراًً على مواجهة مطالب التغيير والإصلاح الحقيقي الشامل، من داخل البحرين وخارجها.

فهل تعلم أمراء الخليج الدرس من دعمهم لصدام المقبور وزمرته التكفيرية خلال حربه على جارته إيران في حربه الطائشة التي دامت ثماني سنوات، والتي امتصت أموال دولهم النفطية، وحولتهم لمدانين بعد أن كانوا يدينون غيرهم ويمدونه بالقروض؟

وهل تعلم أمراء الخليج، كيف أنهم أول من لسع من تعضيد صدام "المقبور" ومده بالخيل والرجال في حربه؟ فأول ما قام به ذلك الغادر هو أن يوجه قواته- التي أكلت واستقوت من أموال الكويتيين، والسعوديين والإماراتيين- ليرد لهم الجميل والعرفان، فمحى الكويت من على الخارطة الدولية وشرد أهلها الى أصقاع الأرض بعد أن غزاها وهم نائمون. ووصل بقواته الغازية الى منطقة الخفجي على حدود المملكة العربية السعودية، وظلت فرائص أمراء الخليج ترتعد، ودفعوا الأموال الطائلة للولايات المتحدة وبريطانيا ليساعدوهم في التخلص من ذلك "المتهور" وزبانيته.

هذا التهور يعود مرة أخرى، بفتح المجال للآلاف من فدائيي صدام ليعيثوا الفساد ويشيعوا الإرهاب، منطلقين من البحرين بعد أن عاثوا في العراق ما عاثوا، وأشاعوا القتل والتصفيات الجماعية على الهوية. ما يريد ان يقوم به النظام هو تطمين جيرانه بأن ما يقوم به لا يتعدى حدوده الجغرافية، وان "صداميي النظام" لن يعتدوا إلا على الشعب البحريني، وان الفلوجي الذي اكتشف في الكويت لن يتكرر. ولكن الله – عز وجل- هو الحافظ لهذا الشعب، وهو الذي كشف الكذبة الكبرى، كما كشفها من قبل عبر تقريري البندر. ولكن، هل تعلم أمراء الخليج دروس الثمانينات وأوائل التسعينات جيداً؟ وهل سيتركون للمتهور بين ظهرانينا أن يعيث في الأرض الفساد، بحجة أنه يريد أن يواجه "الخطر الشيعي" المنطلق من البحرين؟

هل سيصدق الأمراء كذبة الكاذب، وتنطلي عليهم اللعبة؟ هل لديه أجندة تطال كراسيهم، بإستخدام مرتزقة صدام بعد أن ينتهي من لعبته القذرة في البلاد؟ وهل سيتحقق المخطط الذي يتحدثون عنه، والذي يتناول إعادة تركيبة الخارطة في المنطقة، التي تضم أجزاء من السعودية والكويت، بحيث يولى عليها هذا المتهور العابث؟

هل سيسكت أمراء الخليج ليتم تحويل هذا المخطط الشيطاني والحلم "الصدّامي"، ولكن ليس لصدام المقبور، وإنما لطاغية آخر، وفرعون يرى نفسه أكبر ممن حوله؟ أنهم بلاشك، بسكوتهم عما يخطط ويحدث في البحرين من عملية إستيطان الصداميين وإحلالهم محل شعب البحرين، شركاء في هذه الجريمة، وسوف تقع عليهم مسؤولية دفع ثمن كل ذلك، عاجلا أم آجلا، كما دفعوا ثمن الوقفة الأولى في حرب قادسية صدام المقبور، فهل هم متعظون؟
إن شعب البحرين، على قدر حاله- لم يترد في دعم شعب الكويت، بل وقف معه في محنته- نفسياً ومالياً. وليس من شيمته التآمر على شعوب المنطقة أو المشاركة في أي برامج تآمرية. والرسالة التي نريد أن نوصلها لشعوب المنطقة، وأمرائها أن لايقروا أو يدعموا أو يوافقوا على المخطط الشيطاني القذر الذي ينفذه النظام.
إننا على ثقة بأن ما يجري، لا يرضي أيا من شعوب المنطقة، ونأمل أن يكون الموقف نفسه لدى أمراء الخليج. إننا نتطلع الى تحرك جدي سريع، لوقف المتهور عن برنامجه الإستيطاني الذي سوف يؤثر سلبا على أمن واستقرار واستقلال بلدان وشعوب المنطقة في المنظور القريب.

إن شعب البحرين ينتظر ومراقب لردة فعل شعوب المنطقة وأمراءها وملوكها، وسوف لن ينسى المواقف الإنسانية لمن يتصف بالإنسانية والتقدير، كما إنه لن ينسى ولن يستطيع التسامح مع من يتآمر عليه، أميراً كان أم ملكاً. والله المستعان ولاحول لاقوة إلا بالله العلي العظيم، هو الحافظ وهو الناصر نعم المولى ونعم الوكيل.