Saturday, October 20, 2007

لجنة النشطاء -البحرين: ويعود قمع الإحتجاجات والتعذيب

البحرين: ويعود قمع الإحتجاجات والتعذيب

إثر دعوة تم الإعلان عنها في المنتديات وبعض المواقع الإلكترونية[1]، حاصرت، بشكل مبكر وبأعداد كبيرة لم تشهد لها مثيل، قوات الأمن الخاصة المدججة بالأسلحة قرية السنابس وأحكمت القبضة على جميع مداخلها وكذلك مداخل القرية المجاورة من الجهة الغربية- الديه، حوالي أكثر من ساعة منذ الوقت المعلن لإنطلاق المسيرة. وبحسب الإعلان، فإن مسيرة تحمل عنوان "إسقاط الحكومة" قد دعت لها جهة أطلقت على نفسها "شباب السنابس" من المزمع أن تنطلق في الساعة الرابعة من عصر يوم أمس الجمعة (الموافق 19 أكتوبر 2007م ) بالقرب من مدرسة السنابس الإبتدائية للبنين. وقد حاصرت قوات الأمن الخاصة والمحصنة بألبسة واقية ضد الهجمات، بأكثر من 70 سيارة مضادة وحاملة أفراد، المداخل الشمالية والشرقية والجنوبية لقرية السنابس، وتواجدت بأعداد كبيرة في المكان المقرر وقبل نصف ساعة من إنطلاق المسيرة وعملت على منع أي تجمع بشري، ومنعت التجوال بالقرب من ذلك المكان. كما استعانت بالطائرة العمودية لكشف المنطقة للتعرف على أي تحرك في المنطقة للعمل على مواجهته، كما تم تمشيط طرق القربة بفرق متعددت جابت المنطقة على أرجلها. (الوصلة http://208.100.39.36/showthread.php?t=186597لمزيد من صور أولئك الجنود)


أستمر الوضع متوتراً في المنطقة لأكثر من ساعتين حتى غروب الشمس، حيث شهد بعد ذلك انسحاب أكبر قدر ممكن من الجنود بعد عملية تمشيط أخرى للمنطقة قامت بها فرق القوات الخاصة، قبل عودتها للتمركز عند مداخل القرية، من جهة الجنوب والشرق والشمال، كما شهد الوضع عملية تفتيش للسيارات الداخلة للمنطقة واستفزاز المارة والتعرض لهم. بعد أكثر من ساعة من غروب الشمس وتخفيض عدد الجنود وعودة الهدوء للقربة، انطلقت مسيرة صغيرة من المتظاهرين باتجاه مدخل السنابس جنوبا باتجاه شارع البديع، وسمعت اطلاق الرصاص المطاطي وتم اشعال بعض الأطارات، بينما تم تجميع بعض حاويات القمامة في وسط الطريق لإعاقة تقدم القوات التي هجمت بشراسة من كل جهة على المنطقة وتساعدها الطائرة العمودية لمعرفة مواقع المتظاهرين. دخلت القوات داخل القرية مرة أخرى ومن مناطق مختلفة كما جابت السيارات المصفحة شوارع السنابس بحثاً عن المتظاهرين، الذين غابوا عن الأنظار، مما جعل القوات تتمركز بداخل القرية لأكثر من نصف ساعة، ولكن دون أي مواجهة تذكر، إلى أن قررت الرجوع لمداخل القرية والتمركز فيها لوقت متأخر من الليل.

في عصر ذلك اليوم، وعلى الشارع العام بالقرب من القرية المجاورة للسنابس، توقف الشاب عبدالله علي علي (26 سنة) من سكنة جزيرة سترة، بسيارته عند الإشارة الضوئية بالقرب من مجمع الهاشمي ولمحت سرية من أفراد من القوات الخاصة المتواجدين في جيب لاند كروزر أبيض مغطى بالرايبون، وجود صورة الشيخ عبدالامير الجمري (رحمه الله) على زجاجة سيارته الخلفية, فما كان منهم إلا أن لحقوا به، وأقفوه جانباً واعتدوا عليه ضرباً وتنكيلاً مسببين له الكثير من الإصابات في أنحاء متفرقة من جسمه، كما تم العبث بمحتويات سيارته كما قاموا بسرقة هاتفه النقال مع محفظته التي بها بعض الأموال. (انظر الصور الخاصة به على الوصلة http://208.100.39.36/showthread.php?t=186599 ).

وفي ذات اليوم، في قرية كرزكان غرب البحرين، تم الهجوم على إحدى سيارات الشرطة باستعمال القنابل الحارقة، ولاذ المهاجمين بالفرار، كما لم تشر الأخبار لوجود أي اصابات في الشرطة. في مساء ذلك اليوم، تم استباحة القرية بالقوات الخاصة المسلحة في حملة تمشيط لمنازل القرية، تم على أثرها اعتقال خمسة شبان، لا تتجاوز أعمارهم الثامنة عشر ربيعاً، بعد أن أوسعوهم ضرباً وتعذيباً بعد نقلهم لجهة غير معلومة، وقد ذكرت صحف اليوم، توجه السلطات البحرينية نقلهم للنيابة العامة وتوجيه تهمة الإعتداء على الممتلكات العامة والإعتداء على موظفي الدولة أثناء تأدية أعمالهم اضافة لأستعمال مواد حارقة بغية أذى الآخرين. وبعد أن تعرضوا للضرب والتعذيب أثناء التحقيق، ذكر شهود عيان حضور الشباب المعتقلين حوالي الساعة الثانية من صباح هذا اليوم الى مكان الحدث، حيث تم اجبارهم على اعادة تمثيل الواقعة أمام الكاميرة- بغرض تثبيت التهم ضدهم- وبوجود القوات الخاصة المسلحة. وهناك قلق شديد على حياة أولئك الشباب الذين لم تتوافر لهم أدنى مستويات الحماية القانونية، وعلى أساس تعرضهم للتعذيب الشديد من أجل تثبيت الإعتراف بالهجوم على سيارة الشرطة، وهو سيناريو عرفت به السلطات الأمنية في السنوات الماضية. والمعتقلون من قربة كرزكان هم: حسن منصور ( 18 عامًا ) والسيد شبير السيد مكي ( 17 عامًا)، وجعفر عبدالنبي ( 17عامًا )، وحسن مكي ( 18 عامًا )، وحسن الملا ( 18 عامًا).

وتطالب لجنة النشطاء ومعتقلي الرأي السلطات البحرينية بضبط النفس عند التعاطي مع الأنشطة الإحتجاجية وتحترم حرية التعبير كما جاء في المواثيق الدولية، وتتوقف عن الأساليب القمعية في التعامل مع المحتجين. كما تطالب اللجنة السلطات بالإفراج الفوري عن معتقلي كرزكان، على اعتبار أن الأدلة التي أخذتها عليهم كانت تحت وطأة التعذيب والقوة، ودون اللجوء للوسائل القانونية المتعارف عليها دولياً لذلك. كما تطالب اللجنة بالكشف عمن وقف وراء الإعتداء على المواطن عبدالله علي، وتقديمه للقضاء، مع رد ممتلكاته الخاصة له وتعويضه بسبب ما حدث له من أذى جسدي ومادي ونفسي.

لجنة التضامن مع النشطاء ومعتقلي الرأي في البحرين20 اكتوبر 2007م
[1] http://www.vob.org/index.php?show=news&action=article&id=592&lang=arabic