Monday, December 10, 2007

اطفال على ذمة التحقيق


أطفال على ذمة التحقيق

عادل مرزوق
اليوم هو اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وساعة كتابة هذا المقال تلقيت من إحدى مؤسسات الأمم المتحدة الإعلامية رسالة تتضمن كلمة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يطالب فيها بجعل حقوق الإنسان جزءاً من حياتنا اليومية. طبيعي أن يحتفل العالم دولاً وشعوباً بهذه المناسبة، ولربما، من الطبيعي أيضاً في البحرين، أن تبقى عشر عائلات بحرينية في انتظار أن يتم الإفراج عن أطفالها الموقوفين على ذمة التحقيق! أطفال ما بين السادسة عشرة والعشرين عاماً تم توقيفهم من دون مراعاة لمواعيد الامتحانات النهائية التي تقترب كل يوم، وهذا للأسف، هو ما تصنعه آلة الأمن حين تصاب بالعمى وسوء الإدارة، حين تدخل منطقة ما لتعتقل من تراه أمامها من دون أن تستطيع التمييز بين أطفال صغار خارجين من أحدى المطاعم أو متظاهرين حقيقيين يخرقون القانون فعلاً أو قولاً. وحتى تنتهي ذمة التحقيق - نسأل الله ألا تطول فتضيع على هؤلاء الأطفال مواعيد امتحاناتهم - تبقى التصريحات بأن البحرين تضمن حقوق الإنسان وترعاها أمام رهان الوفاء بحقوق الطفل أمام مساءلة كبيرة، قبل مساءلتها عن حقوق الكبار.العقابات الجماعية، التي هي إحدى التقنيات التي ورثناها من قانون أمن الدولة لا تريد بعض العقليات أن تتجاوزها، فالمنطقة التي يتم فيها خرق القانون كلها مجرمة، نساؤها، أطفالها، عجائزها، سياراتها، وحتى جدرانها ملعونة تستحق الكسر والتخريب.
لا فرق بين من يخرق القانون ومن لا يعرف ما يجري أصلاً، أهل المكان كلهم مجرمون ومتسترون ومخربون وكل البيوت والمحلات مناطق استهداف وترصد.صبيانية بعض الواهمين والمندسين على العمل السياسي والخارجين عن سلطة القانون الذي لا يجب أن يعلو عليها أحد، والصبيانية التي تستحق أن تطالها يد القانون تقابلها في الجهة الأخرى، إجراءات صبيانية من بعض الأجهزة الأمنية التي لا تستطيع أن تمارس مهمات عملها كما يجب أو لعلها لا تعرف أو تفهم مهماتها أصلاً. ولا غرابة في ذلك مطلقاً، وخصوصاً لو طالعنا سلسلة قضايا السرقات والاعتداءات والقتل المؤجلة منذ سنوات والتي مازالت هي الأخرى على ذمة التحقيق الذي لن ينتهي.
إن الإفراج عن هؤلاء الأطفال بأسرع وقت ممكن هو مطلب ضروري للحفاظ على سمعة البحرين ولحماية أطفال البحرين من بعض التصرفات غير المسئولة ممن تقع على كواهلهم مهمات حفظ الأمن والنظام والقانون. كما أن حديثاً بشأن إعادة هيكلة بعض الأجهزة الأمنية التي أثبتت فشلها لابد أن يستجد بين شتى الفعاليات السياسية، وخصوصاً أن بعض هذه الأجهزة لا تبدو قادرة على أداء مهمات عملها كما يجب، إذ تعتقل الأطفال الصغار لتسد بذلك إخفاقاتها الواحدة تلو الأخرى.
الوصلة:http://www.alwasatnews.com/newspager_pages/print_art.aspx?news_id=95948&news_type=010