أوقفوا القمع والتعذيب.. أطلقوا سراح الأبطال
عبدالجليل السنكيس
14 يناير 2008م
عبدالجليل السنكيس
14 يناير 2008م
سلامي الى الأبطال الذين قهروا الجلادين في مركز التعذيب في العدلية وبقية المراكز. أنحني احتراماً لتلك الهامات التي رفضت أن تذل أوأن ترضى لنفسها الهوان، و تقبل بما يملي عليها ضباع البشر. وأقف بكل جلال واحترام لتلك القلوب الصابرة من أمهات وزوجات وأخوات وبقية ذوي أولئك الأبطال. أنهم فيتة آمنوا بربهم فزدناهم هدى
.
عذبوهم، ضربوهم، مزقوا أجسادهم بالعصي البلاستكية واللسعات الكهربائية، فلم يروا منهم إلا الصمود والعنفوان والإصرار على المطالب الحقة والمشروعة.
عذبوهم، ضربوهم، مزقوا أجسادهم بالعصي البلاستكية واللسعات الكهربائية، فلم يروا منهم إلا الصمود والعنفوان والإصرار على المطالب الحقة والمشروعة.
قيدوا أيديهم من خلاف بالاصفاد، منعوا عنهم الضوء بأن صمدوا أعينهم، تركوهم لساعات طويلة في سجن إنفرادي، فلم تنفل إرادتهم.
منعوا عنهم الأكل واللباس والإستحمام، عذبوهم وحرموهم من المنام بشكل طبيعي، بأن أرغموهم على محاولة النوم مقيدين بالأصفاد على أسطح ملساء في غرف ظلماء ويهب عليهم هواء المكيف البارد في هذا الوقت من انخفاض حرارة الطقس.
تركوهم بدون ثياب تقيهم البرد، بل بللوها بالماء البارد، أعقبتها صقعات الكهرباء في مناطق حساسة من أجسادهم.
يعذبون الجميع بأن يسمعونهم صراخ بعضهم بعضاً وهم يعتصرون ألماً أثناء جراعات التعذيب.
لكن كل ذلك لم يزد الجلادين والمعذبين إلا حسرة وحنقاً على أولئك الأبطال المجاهدين والمناضلين الذين كل ذنبهم أنهم أرادوا أن يعيشوا بعزة وكرامة.
هكذا يعامل الشباب النشطاء هذه الأيام- أيام الاصلاح الفارغة المضللة- في أقبية سجون النظام في مركز التعذيب في التحقيقات بالعدلية. إنهم ينتقمون منهم بسبب تحركات النشطاء المعروفين خارج المعتقل.
نعلم جيدا، وهم أيضا، إنها ليست قضية سلاح. إنها قضية إرادة شعب، يراد لها أن تنكسر. إنها طغيان وتجبر نظام يريد أن يثبت منطق الأذلال والمهانة أو القبول بمنطق القمع والإضطهاد والتعذيب.
الفرج قريب..
الفرج قريب..
إنني مطمئن أيما اطمئنان، بأن ما يقوم به النظام من لجوءه لمنطق الغاب، ما هو إلا تعبير عن الضعف عن مواجهة لغة تحضر هذا الشعب وإباءه وإصراره على المضي قدماً لتحقيق المطالب. لا يستطيعون مقارعة الحجة بالحجة، إنهم لا يعرفون إلا لغة واحدة، يعتقدون أن أنها تعبير عن القوة، هي لغة التعذيب والتنكيل والإنتقام لا تقوم به إلا ذئاب البشر المسعورة الضارية.
إنني مطمئن أيضاً بان النظام، ومهما حاول ان يخفي ذلك، بأنه لا يستطيع الإستمرار في هذه المنهجية وهذا الأسلوب. لأنه بكل بساطة لا يحمل مقومات الإستمرار في منهجية الإعتقال وحبس النشطاء والمعارضين. هو يعلم بانه كلما استمر في التعاطي بالأسلوب القمعي من سجن وتنكيل بالنشطاء والمعارضين، فإنه يساعد على سقوط المزيد من ورق التوت من فوق عورته. وإن العالم المتحضر، خصوصا خارج البحرين، لن يقبل أو أن يرضي بما يقوم به النظام من توتير الوضع العام وسلب الإٌستقرار والأمن في المنطقة، لما لها من اعتبارات حساسة، ناهيك عن البعد الدولي.
الأمن للجميع
الأمن للجميع
..
الجميع يعلم بأن الإمن والأمان، والثروة والسلطان يجب أن يكون للجميع، ليس لفئة دون فئة، وإن القانون الطبيعي وسجل الموروث التاريخ يؤكد بأن أي حكم، يدوم- فقط- مع العدل ولا يدوم مع الظلم. وإن استمرار الظلم بصوره المختلفة لا يمكن أن تقبله سنن التاريخ.
الخالق- الله سبحانه وتعالي- معنا ومع الشعب ومطالبه المشروعة، فهو يمهل ولكنه لا يهمل. والتاريخ يشهد بذلك ويضم صوته معنا. فأين السلاطين والملوك والأمراء، فمنهم في القبر تأكله أو أكلته الديدان، أو ينتظر دوره، إلا أن يعمل صالحاً ينهي به حياته بخير. وما أعظم من العدل ونشر الخير على الجميع، وما أقبح الظلم عند الله وعند البشر.
الجميع يعلم بأن الإمن والأمان، والثروة والسلطان يجب أن يكون للجميع، ليس لفئة دون فئة، وإن القانون الطبيعي وسجل الموروث التاريخ يؤكد بأن أي حكم، يدوم- فقط- مع العدل ولا يدوم مع الظلم. وإن استمرار الظلم بصوره المختلفة لا يمكن أن تقبله سنن التاريخ.
الخالق- الله سبحانه وتعالي- معنا ومع الشعب ومطالبه المشروعة، فهو يمهل ولكنه لا يهمل. والتاريخ يشهد بذلك ويضم صوته معنا. فأين السلاطين والملوك والأمراء، فمنهم في القبر تأكله أو أكلته الديدان، أو ينتظر دوره، إلا أن يعمل صالحاً ينهي به حياته بخير. وما أعظم من العدل ونشر الخير على الجميع، وما أقبح الظلم عند الله وعند البشر.
العائلة الحاكمة –برموزها الشابة والهرمة- عليها أن تقرر نوعية ومدة بقائها على هذه الأرض. فإما أن تدخل القلوب وتستقر به عبر نشر الخير ورفع الظلم وتمكين أهل هذا البلد الطيب وشعبه الأصيل (من شيعة وسنة) من العيش بعزة وكرامة عبر توزيع الثروة بعدل والشراكة في القرار. أو أن لا يدوم بقاءها في البحرين، تكون منية ورغبة الصغير قبل الكبير.
قد يعتبر البعض هذا المنطق تحريضياً أو استفزازياً، ولكنها معادلة بسيطة جداً: إعدل تبقى..أو إظلم ولك الزوال والفناء. المنطق يقول بأنه على الإنسان أن يحب لغيره ما يحب لنفسه، فلا يمكن أن تسلب من المواطنين – الصغار والكبار، الرجال والنساء، الشباب والكهول- الأمن والإطمئنان، وتثير فيهم الهلع والخوف على الحاضر والمستقبل، ويتم استقبال ذلك منهم بالرضا و"الزغاريد". لا وألف لا.. "يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون" كما قال الإمام الحسين (ع). وإننا حتى نحقق العدل والعدالة، والعيش بكرامة، مستعدون أن نرخص دمائنا لذلك. "فهيهات منا الذلة"..و"الموت أولى من ركوب العار.. والعار اولى من دخول النار" فقد "خط الموت على ابن آدم.. خط القلادة على جيد الفتاة"..
ولهذا، فإننا نطالب باستمرار الضغط لتعجيل خروج أبطال الكرامة، ليعودوا الى أحبتهم وذويهم. وإن الليل لابد أن ينجلي وإن طال. ولابد من التركيز على الإعتصامات في المناطق المزعجة للنظام والتي تكشف للعالم ما هية هذا النظام الذي يتلذذ في تعذيب أبناء الشعب، ونقصد هنا: المنطقة الدبلوماسية، مركز المعارض في الأيام التي يكون فيها نشاط وعروض، الفنادق التي تعقد فيها المؤتمرات واللقاءات مع الوفود الأجنبية، حلبة الفورميلا، حيث ستكون مشغولة في الأيام القادمة بالمسابقات العالمية.
من جانب آخر، فمن الجيد أن يتم لصق صور المعتقلين على السيارات (ولا بأس بمجموعة من السيارات عليها تلك الصور تجوب البحرين) لتعرف الجميع بمظلوميتهم وتذكرهم بأن هناك من يعذب في السجون ويدفع الثمن غالياً من أجل أن نحيا حياة أفضل.
إن الفرج قريب والنصر قادم. إن موعدكم الصبح، أليس الصبح بقريب؟ ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وما النصر إلا من عند الله القوي العزيز.
إن الفرج قريب والنصر قادم. إن موعدكم الصبح، أليس الصبح بقريب؟ ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وما النصر إلا من عند الله القوي العزيز.