Wednesday, March 04, 2009

السلطات البحرينية تستعمل القوة لمنع المصلين من الصلاة في مسجد

»«ليش هو مطعم!! مسجد هذا مسجد!!



لميس ضيف
تفوقت البحرين على سواها من دول الجوار في أمر واحد.. أمر واحد فحسب لا ينكره إلا الخرَّاصون.. وهو أننا نملك منذ الأزل حرية مطلقة في ممارسة الشعائر الدينية لا يماثلنا أو يضاهينا بها أحد.. في البحرين تفتق وعينا الباكر على رؤية الكنائس والمعابد وهي تجاور المساجد بكل حرية في مشهد يفغر بعض أشقائنا في الخليج العين منه دهشة.. كما أن البحرين هي الدولة الوحيدة التي تمارس فيها كل طائفة - ومنذ عقود - شعائرها وخصوصيتها المذهبية كيفما شاءت.. وإن وجهت سهام النقد للبحرين في جزئيات عدة فتبقى تلك الجزئية نقطة مشعة - لا مضيئة فحسب - في سجل البحرين الحقوقي والإنساني.. ودلالة على احترام البلاد للحريات الدينية التي هي حق أصيل لم يخل دستور ولا ميثاق أو شرعة دولية من ذكره..تُضاعف تلك الحقيقة استنكارنا لقرار وزارة العدل والشؤون الإسلامية القاضي بإغلاق مسجد الصادق في القفول، وهو القرار الذي أقل ما يوصف به أنه مستهجن!! فالمساجد ليست بدكاكين لتشمع بالشمع الأحمر!! وليست بكفتيريات لتغلق إن هي خالفت أنظمة العمل والصحة!!




إنها بيوت الله.. حرمٌ من حرم الله.. لها حصانة لا يملكها سواها.. ولا يحق لجهة أياً كانت إغلاق مسجد برمته، لمجرد أن الإمام أو الخطيب غير مدرج في كادر الأئمة والمؤذنين ''وهذا ما تبرر به العدل قرارها''.. أو لكونها غير راضية عن أطروحات هذا الخطيب أو ذاك.. بالطبع ما يزيد من غرابة الأمر هنا، أن الخطيب المعني هو الأمين العام لحركة حق حسن مشيمع؛ وعليه حق لنا أن نسأل: ما المسوغ اليوم لإغلاق المسجد إن كان الخطيب الذي يُخشى منه معتقلا أصلاً منذ 3 أسابيع..!! ومن تعتقد السلطات أنها تعاقب بهذه الخطوة غير المسبوقة!!إن إغلاق مسجد خطوة جلل.. وتحول خطير وموقف لا يمكن الدفاع عنه وتبريره..




فعندما أوقفت وزارة العدل - مشكورةً- النائب جاسم السعيدي عن الخطابة على خلفية خطبه الطائفية أأغلقت معه المسجد الذي كان يخطب فيه..؟! أأغلقت المسجد الذي كان يخطب فيه النائب محمد خالد؟! بالطبع لا.. وما من جهة تجوز أو تقبل أمراً نكراً كهذا!!وتماماً كما يحتاج من ارتكب خطأ أن يتبعه بسلسلة أخطاء في محاولة لطمس تبعات الخطأ الأول وترقيعه، فإن خطأ إغلاق المسجد لحقته أخطاء أخرى.. منها ما حصل الجمعة الماضية عندما توجه المصلون كعادتهم إلى مسجد الصادق لأداء الفريضة وتسجيل موقف استهجاني على إغلاقه، فتفجرت لذلك مواجهات استخدمت فيها مسيلات الدموع والقنابل الصوتية والهراوات!!




فقوات الأمن التي تحاصر المسجد منذ أسابيع تعسفت بعدم السماح للمصلين بالصلاة في ساحة المسجد المغلق ولا حتى بمحاذاته، بحجة أن هؤلاء جاءوا للتصوير وتشويه صورة البلاد.. وتسليماً بهذا المنطق نسأل: أيهما أسوأ: خروج صورة هؤلاء للعالم وهم يصلون بالقرب/ بمحاذاة المسجد احتجاجاً على إغلاقه؛ أم صورتهم وهم يهاجمون ويدفعون ويضربون لمنعهم من أداء الصلاة في مكان عام؟!ما هكذا تؤخذ الأمور.. فالعضلات - وفي حالتنا هذه الهراوات - ليست حلاً لكل مشكلة ومعضلة.. وتأزيم الأوضاع بهذا الشكل لا يخدم كائنا من كان على هذه الأرض.. فالصدامات المستمرة والتصعيد وفتح جبهات عدة في آن لا يخدم الشعب ولا النظام ولا أي جهة كانت.. فقليلا من التعقل يا جماعة رأفةً بهذه البلاد.