Friday, April 03, 2009

تجربة خاصة من الكاتبة والصحفية لميس ضيف عن الصحافة في البحرين

ملاحظات على تجربة متميزة وصريحة من قبل الصحفية والكاتبة لميس ضيف تسلط فيها الضوء على أحوال السلطة والصحفيين والعامة والعلاقة بينهم.

كما أشارت على بعض معالم تجربتها الخاصة مع الصحافة في البحرين في إطار ممارسة العمل الصحفي بمهنية واستقلالية.

معروف أن الكاتبة قد تم التحقيق معها من قبل النيابة العامة بخصوص سلسلة مقالات تحدثت فيها عن القضاء البحريني والقضاة الشرعيين وتعاطي البعض منهم بطريقة غير أخلاقية في استغلال لحالات النساء المبتليات في قضايا أحوال شخصية.

بقوة تعاطت المنظمات الدولية، ولا زالت، مع قضية لميس ضيف إضافة للصحفية مريم الشروقي التي تم تحويل قضيتها للمحكمة عندما تجرأت وبكل شجاعة للتحدث عن تجربتها الخاصة فيما يخص التمييز الطائفي في التوظيف في البحرين من خلال ديوان الخدمة المدنية


أترككم مع ملخص لندوة الاستاذة لميس ضيف وتجربتها الخاصة في ملتقى جمعية المنبر التقدمي الديمقراطي في البحرين






فيما أبدت استياءً من أوضاع حرية التعبير

ضيف: لا يريدون «سلطة رابعة».. ولم يحسموا قرارهم بشأن «الديمقراطية»


الوقت - علي الصايغ:


أبدت الكاتبة والصحافية لميس ضيف استياءً لما آلت إليه أوضاع حرية التعبير في البحرين، معتبرة أن هذه الحرية ‘’في خضم حرب شعواء مؤسفة’’، وفق تعبيرها.وقالت ضيف في ندوة مساء الثلّثاء الماضي في مقر جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي بمدينة عيسى إن ‘’السلطة لا تريد سلطة رابعة، لا تريد رقابة ومحاسبة، لا تريد صحافة، تريد بوقاً تنفخ فيها’’، مُعتبرةً أن ‘’الجمعيات وعموم الجماهير ليسوا بأفضل حالاً، يريدون كاتباً على مقاسهم، وفكرا يتماوج مع ما يريدون سماعه، لذا فإن الكاتب المؤمن بدوره يتصادم مع الجميع’’.
وفيما لفتت ضيف إلى عروض ‘’لصف المديح’’ بدأت تنهال عليها مع صيف ,2005 قالت ‘’بعد أشهر - طالت أو قصرت - توقفت تلك العروض السمجة، حينها عرفت أن الصحافي معروض للبيع حتى يثبت العكس’’. وقالت ‘’وفي تنقلاتي اللاحقة في البحرين وخارجها أخذت صورة كافية عن (البغاء الإعلامي) وصوره العلنية والمتوارية، وأعذروني على التعبير فالبغاء هو بيع النفس مقابل المال’’، مُتسائلة ‘’أليس ذلك هو ما يفعله الصحافي إن باع نفسه؟!’’.
وفيما عادت ضيف لتتساءل ‘’ماذا تريد منا الجماهير وماذا تريد منا السلطة؟’’، أجابت على تساؤلها بالقول ‘’الجماهير تريدنا أن نعوم على عومها، وأن نعبر عنها وعن أوجاعها، ونقول ما يشجيهم ويوافق قناعاتهم’’.وأضافت ‘’أما السلطة فتريدنا أن نعبر عنها، وأن نروج لبرامجها وسياساتها، ونتمايل طرباً على كل ما تعزفه’’. ورأت ضيف أن ‘’تلبية رغبات الطرفين في آن مهمة مستحيلة بسبب حالة الشقاق التي نعيشها هاهنا، يفهم الساسة والحقوقيون والنشطاء ما أقول، مع فرق بسيط، أن السلطة في البحرين وعموم المسؤولين- تعودوا من النشطاء السياسيين العقوق، وتعودوا من الكتاب والصحافيين المُهادنة’’، مُعتبرة أن ‘’ما يتقبله المسؤول من الحقوقي لا يتقبله من الصحافي والكاتب، وبالتالي فإن الضغط على الصحافيين شديد الوطأة’’.
وقالت ضيف ‘’إن وضعنا الرشاوى جانباً فهناك المحاربة في الرزق والمضايقات التي تطال المعاملات الرسمية والحياة اليومية، ولأن كثيراً من الصحافيين هم منتسبون للمهنة أكثر منهم صحافيين توغل حب المهنة لرموش أعينهم تراهم يتساقطون في المعركة واحداً تلو الآخر بل وبعضهم يعرض نفسه للإيجار’’، مُضيفة ‘’وكم آلم عندما يأتيني زميل أو زميلة يطلب مني التوسط له ليعمل (جزئياً) في هذا المكان أو ذاك أو لأحول عليه عروض العمل التي قد تأتيني’’، كما قالت.وتابعت ‘’بالطبع قضايا الصحافيين هي قمة جبل الجليد، بقعة زيت صغيرة تطفو على السطح لا تعبر حقيقة عن عمق المسبخة التي نعمل فيها’’.وقالت ‘’يعتقد البعض أن أسوأ حرب تخوضها لميس ضيف هي مع المجلس الأعلى للقضاء، وهذا غير صحيح البتة’’، مُوضحة ‘’في حالات كثيرة وجولات وصولات عدة تمنيت أن خصومي قد لجأوا للقضاء ولم يستخدموا الطرق الملتوية، ولم يسخروا أذرعهم من المرتزقة، من أولئك الجنود الذين لا يلبسون بزات عسكرية لمقارعتي ومضايقتي’’.
وأضافت ‘’لست ضد اللجوء للقضاء ضد الصحافيين، أقولها بعلو الصوت وعميق الاقتناع، ولكني ضد هذه (الشوزوفرينيا) التي تعيشها البلاد’’. وقالت ‘’نحن إما أن نكون بلداً يؤمن بالديمقراطية كقيمة وأسلوب حياة ونقبل بما يأتي معها أحياناً من غوغاء وفوضى خلاقة وغير خلاقة وما ستمنحه تلك الديمقراطية من قوة للصحافة لمحاسبة كبار المسؤولين، وأما أن نؤمن بالاستبداد والتسلط كوسيلة إدارة تكبح جماح المخالفين والمختلفين بما يضمن السؤدد لفئة ولو على حساب فئات أخرى’’، معتقدة أن ‘’البحرين لم تحسم قرارها بعد بشأن الديمقراطية’’، كما قالت.
وفيما تساءلت ضيف ‘’ماذا نريد نحن الصحافيين سيما من يقبلون بسوءات المهنة ولا يريدون أفضالها؟’’، قالت ‘’نريد أن نترك وشأننا لنؤدي دورنا، لا نريد أن تقطع مقالاتنا ويوضع في فمنا ما لا نريد قوله’’.وانتهت بالتساؤل ‘’أهاجس نفسي أحياناً: هل سيأتي علي اليوم الذي سأكتب فيه ما أريد قوله، كما أريد قوله، دون أن أخاف من قلم أحمر يشطب أفكاري ويشذب أقوالي؟ هل سيأتي اليوم الذي لا أخاف فيه من الزجر والنهر والشكاوى والمضايقات والشائعات التي تسعى لضرب مصداقيتي بطرق أبسط ما يقال عنها إنها دنيئة؟’’.
رابط المقال :
http://www.alwaqt.com/art.php?aid=158453