Saturday, August 15, 2009

منع إحياء عيد إستقلال البحرين تغييب للتاريخ وخطف لذكريات النضال الشعبي

منع إحياء عيد إستقلال البحرين تغييب للتاريخ وخطف لذكريات النضال الشعبي
عبدالجليل السنكيس
13 أغسطس 2009م (عشية عيد الإستقلال)



إن أمة لا تحتفي بيوم ولادتها، هي أمة لا أصل ولا تاريخ لها. وإن يوم الإستقلال وجلاء المستعمر الغاصب، هو يوم ولادة الشعب، وعليه فلابد ان يَخلـَــد ويُخلّــد ذلك التاريخ، مهما حاول النظام طمسه وتغييبه.

لشعب البحرين إرث نضالي كبير يأبى أن يدثر ويغيب برغم ما يقوم به النظام من برامج تغييب وتشويه لذلك التاريخ. إن إحياء عيد الإستقلال- ذلك اليوم الوطني المجيد المصادف ليوم غد 14 أغسطس- ملهم للنفوس ومدعاة لمقارعة الظالمين والطامعين وكل معاني استلاب الحرية والكرامة. ومن هنا تأتي أهمية الإصرار على الإحتفاء بهذا اليوم بأي مستوى من مستويات التفعيل وأضعف الإيمان، ولو برسالة نصية قصيرة عبرالهاتف تقول:"هنىء وبارك عيد الوطن ويوم دحرالإستعمار. اليوم ذكرى إستقلال البحرين".

شعب البحرين، ذلك الشعب المستضعف المغلوب على أمره، ممنوع حتى من التغني بتاريخه النضالي المجيد. ممنوع من الحديث عن الأصالة، عن النضال والجهاد ومناكفة المستعمر والظالم.. ممنوع من رواية قصص الأبطال من أبناء أوال، وما عانوه وقاسوه أثناء نضالهم ورفضهم العملي لكل معاني الإستعمار.

النظام هذا اليوم، يجلب المرتزقة الأجانب ليمنعوا أبناء الشعب للإحتفال بهذا اليوم من خلال مهرجان تلقى فيه الكلمات والنشيد والشعر، تروي فيه القصص الملهمة وتسترجع فيه البطولات والهمم العالية. إن سعي النظام لأجل أن لا يحتفل الشعب بذلك اليوم دلالة على عدم إرتباطه بهذه الأرض وتاريخ شعبها الناصع بالنضالات والتضحيات. من جانب آخر، فإن عدم السماح لإحياء ذكرى دحر المستعمر تدلل على استمرار ارتباط النظام بذلك المستعمر وبعناوين الإستعمار المختلفة وفي حلله الجديدة، وتمسكه باستلام الأوامر من الغرب- تحديداً بريطانيا وأمريكا- وتمكينه لهما التحكم في الشئون، وهو ما يبرر استمرار دعمها له بالرغم من التقارير الدولية المعبرة عن القلق إزاء استمرار النظام في انتهاكاته ومساهمته المباشرة في التوتر الأمني وبروز مكامنه في البحرين.

لا شك في أن النظام يعاني من عقدة الولاء لهذه الأرض، وهو أمر جلي من خلال منحه للتسهيلات اللوجستية لبريطانيا وأمريكا، ومن خلال تسهيل تغيير التركيبة السكانية ومحاولة التلاعب بتاريخ البحرين، وهو شأن لعبت فيه تلك القوتان دوراً كبيراً بالرغم من إدراكهما لخطورته على استقرار البحرين وأثره على الوضع العام الحالي والمستقبلي في المنطقة. وتتحمل السلطات البريطانية والأمريكية مسئولية تجاهل ما يقوم به النظام من جلب المرتزقة وزرعهم في البحرين من خلال برنامج الإستيطان وتغيير الهوية البحرينية، وهو أمر لا يمكن أن ننساه مهما طال الزمن.

إن ما يقوم به رموز النظام من توثيق للعلاقات- التي كانت سرية في الماضي- مع الكيان الصهيوني، ما هو إلا استجابة للضغوط الأنجلو أمريكية على النظام من أجل أن يستمر دفاعهما عنه. ومن هذا المنبر نوجه رسالتنا للنظام بأن يرجع للشعب البحريني الأصيل وأن يتوقف عن سياسة التبعية للمستعمرين- في أي حلة جديدة كانوا- ويعيد قراءته للتاريخ الذي يؤكد ذهاب قوى الاستعمار ومن يدور في فلكها، وبقاء القوى الشعبية المتمسكة بمطالب الحرية والعزة والكرامة في ظل قرارها الحر بعيداً عن المستعمر. هي محطة نأمل أن يتوقف عندها النظام ليعيد القراءة في سياسته الإلغائية وبرامج التهميش لأبناء الشعب، والعمل على تمكينهم والتمسك بهم بعيداً عن التوجهيات القادمة من قوى الإستعمار الحديث.

يهمنا في هذه اللحظات أن نستذكر أهمية هذه الذكرى، وما يجب علينا- كمواطنين نبتنا من أرض أوال- القيام به لتخليد ذلك اليوم الوطني المجيد، ونقترح في هذه المناسبة العزيزة على النفوس بعض الأنشطة البسيطة تقام يوم غد- عيد الإستقلال ويوم الوطن:

1) تجميل البيوت وتزيينها وفتح المجالس للتبريكات
2) تبادل التهاني والتبيركات بالرسائل القصيرة والبطاقات والبريد الإلكتروني
3) توزيع الحلويات على البيوت والمارة
4) الزيارات للأماكن العامة وللأهل والأصدقاء وتبادل التهاني والتحايا

ومع الشعراء نتغنى بشعرهم:

أوال أحييك فلتسلمي، ما عشت يا أم لن تظلمي
دمي يا بلادي وما في فمي، نداء يحييك ملء الفم
أنا بعض ما في ثراك الطهور، ومن ذا إلى الأرض لا ينتمي
حنيني إلى الموت ان جاءك عدو تخيل ان تهزمي
أوال احييك فلتسلمي


الأبيات السابقة مقتبسة من أحد بيوت الشعر لأحد الشعراء حين كان يتغنى باسم "أوال" وهو بعيد عنها أيام التهجير والإبعاد والغربة عن الوطن. لقد زخرت تلك الفترة.. أيام النضال الشعبي المتميز، خصوصاً بين الطلبة في الكويت ومصر وبريطانيا وغيرها، بقريحة من الشعر الوطني الملتهب بالمشاعر الدافئة والمعبر عن خلجات وآهات ولع بالبحرين. لقد كانت ذكرى الإستقلال- 14 أغسطس- يوم جلاء الإستعمار البريطاني، محطة تاريخية عزيزة على النفوس، تهيج فيها المشاعر وتختلط بدموع الفرح لإستقلال "أوال" من براثن المستعمر.
أبيات أخرى للشاعر أحمد العجمي

"وطني أوال وطني الشذي الذي قد غردت له الطيور
وسجل التاريخ اسماء له فوق السماء،
في النخيل وفوق امواج البحار.
يا تراب الغد الخصيب،يا شمسنا لن تعرفي المغيب،
عندما ننتصر، وتضحك الطيور في موسم الربيع.
امي ويا قبلتي في الحياة،سأحميك من غالة المعتدي،
وادفع عنك جيوش الطغاة وأعطيك يدي.
إننا نفديك ارواحنا، إننا نفديك ارواحنا،
لنوقد الامل ونسقيك الدماء، فأنت حبنا، فأنت حبنا".

وقسماً للبحرين والإستمرار في درب النضال حتى تتحقق المطالب، من خلال انشودة الغربة،لأحد أبناء البحرين...

«سنمضي، نقسم بتربتك أوال،
سنمضي مهما يطول بنا المطال،
ونمر من درب الحياة سنمضي،
نقسم بتربتك أوال سنمضي.
سنشق دربا، بالدم كان او الحديد،
رغم التآمر سنظل كالسد المنيع،
تاريخنا سيظل نبراسا منير،
وسنمضي نقسم بتربتك أوال سنمضي.
سننتقم من كل جلاد بغيض سننتقم لكل انسان بريء،
لأجل من ضحى لأجلك أوال سنمضي،
نقسم بتربتك أوال سنمضي».

وأخيراً نقول:
بأننا لن نتخلي عنك يا أوال، مهما كانت خطط العدى لمحو تاريخك المضيئ. سنسعى لإحياءه والإستنارة به. سنعلمه الأجيال وسنغرسه في القلوب، وسنظل نحميه ونضحي من أجله، ومن أجلك يا"أوال" بلادي.. فدتك النفوس، وظلت رايتك خفاقة برغم المستعمر وعملائه.

نبارك لكم عيد البحرين الوطني.. عيد الإستقلال ودحر المستعمر البريطاني