Tuesday, March 16, 2010

صــــرح السياسة والوطن - منتديات الصرح الوطني



HAQ: Movement of Liberties and Democracy- Bahrain
حق: حركة الحريات والدموقراطية- البحرين

مكتب حقوق الإنسان ..Human Rights Bureau


www.haaq.org, Email: (تم حذف الإيميل لأن عرضه مخالف لشروط المنتدى)


أثناء الفورميلا-1:حصار للقرى واعتراف السلطات الأمنية باستعمال سلاح الشوزن ضد المواطنين
تهديد بمحاكمة من يقدم المساعدة الطبية لأي مصاب في الأحداث والمواجهات
انهيار ناشط معتقل بسبب اضرابه عن الطعام


اتسمت الأوضاع في الأيام الثلاثة لفعالية الفورميلا-1 في الفترة ما بين 12-14 مارس 2010م بالتوتر العام، حيث سعت اللجان الشعبية لإظهار الإحتجاجات للفت نظر زوار البحرين، خصوصاً الإعلاميين. فبينما تم اطلاق البالونات في عنان السماء حاملة اسم "حسن سلمان" باللغة الإنجليزية مطالبة بتحريره، سعى البعض الآخر لاطلاق الأعمدة الدخانية في مناطق مختلفة من البحرين خصوصاً في القرى القريبة من الصخير حيث مكان سباق الفورميلا-1، وفي القرى المجاورة للطريق المؤدي له. وقد أظهرت بعض صحف اليوم اعتراف السلطات الأمنية باستعمالها لرصاص الشوزن ضد المواطنين في قرية كرزكان، بعد أن فشل "استعمال الطلقات التحذيرية في الهواء"،كما جاء في الخبر المنشور.


وقد انتشرت القوات الخاصة المدججة بسلاحها بوقت مبكر، خصوصاً في اليوم الثالث للفورميلا-1، مدعومة بالطائرة العمودية التي ظلت تراوح منذ الصباح الباكر قرى البحرين المعروفة بأنشطتها الاحتجاجية. وبالرغم من ازدياد القبضة الأمنية على كل من قرى المالكية وكرزكان القريبة من مكان السباق، وكرباباد المجاورة لمجمعي السيف والعالي التجاريين، والدير وسماهيج المجاورتين لمطار البحرين، وكذلك المعامير وسترة، إلا إن تلك القرى شهدت احتجاجات شديدة بسبب محاولات المحتجين لاشعال الإطارات التي تطلق أعمدة دخانية سوداء، وقوبل ذلك بمواجهة قوات أمنية مدججة بالسلاح. وقد أكدت التقارير استباحة تلك القوات- المكونة من جنسيات غير بحرينية- لكل من قرى الدير، والمالكية وكرزكان بالتحديد حيث عملت على استفزاز سكانها ومحاصرتها بعد ذلك واغراقها بالغاز الكيماوي الخانق والمسيل للدموع.

وفي ظل المواجهات التي حدثت في تلك القرى، استعملت القوات المرتزقة الرصاص المطاطي والرصاص المخصص لصيد الطيور (الشوزن) بغزارة لتفريق المحتجين الذين استعمل بعضهم الحجارة وقنينات المولوتوف للرد على ذلك. ولم تذكر التقارير وجود أي اعتقالات في صفوف المشاركين في الاحتجاجات، ولكن نتج عن تلك الهجمة على القرى المحتجة إصابات بين سكانها والمارة. كما قام بعض أهالي المصابين بتقديم بلاغات للمراكز عن تعدي القوات على أبنائها بسبب تواجدهم في القرى التي أظهرت أي نوع من الإحتجاجات في تلك الأيام، وعلى الدمار الذي لحق بممتلكاتهم بسبب قنينات مسيل الدموع والقنابل الصوتية المشتعلة التي أطلقت فوق المنازل وداخل البيوت.

وتشير التقارير الى اعتداء قوات المرتزقة باستخدام رصاص الشوزن على العديد من المارة في منطقة كرزكان تحديداً، حيث تعرض أحد الشباب حين كان خارجاً من منزل جده في وقت توغل تلك القوات لطلقات مباشرة في أكثر من موضع في جسمه، وترك دون أن يتم معالجته، الأمر الذي قد يكون عرضه للتسمم بعد اختراق الرصاص لجسمه. ويحمّل أهالي الشاب السلطات الأمنية المسئولية الكاملة لسلامة ابنهم بسبب تعرضه للطلق الناري عن قرب وهو يهم بالخروج من منزل جده. وفي تصرف يخالف الأعراف الدولية ومواثيق حقوق الإنسان، أعلنت السلطات عن تجريم من حاول أن يساعد ذلك الشاب وتقديم العلاج الملائم له، وهددت بمحاكمته في توجه للضغط على المستشفيات والمراكز الصحية وأي شخص ملم بالاسعافات الأولية بعدم تقديم العلاج لأي من المصابين في الأحداث دون ابلاغها، وإلا اعتبر ذلك تستراً ومشاركة في الجرم.

وقد شاركت في الاحتجاجات أيام الفورميلا-1 كلا من قرى الدراز، بني جمرة، سار، مثلث قرى كرانة، أبو صيبع والمقشع، مثلث قرى الديه وجدحفص والسنابس، كرباباد، البلاد القديم، وفي العاصمة المنامة كلا من النعيم ورأس الرمان، المعامير وسترة، كرزكان والمالكية، الدير وسماهيج، وعذاري. وبرغم الحصار الذي امتد طوال اليوم، شهدت هذه القرى احتجاجات متكررة عبرت عنها الأعمدة الدخانية التي انطلقت في عنان سماء البحرين من مناطق مختلفة كما عبر عنه المراقبون الدوليون الذين كانوا متواجدين في البحرين. وقد سعت السلطات لمنع أي تغطية صحفية لهذه الاحتجاجات وللتصعيد الأمني الكثيف الذي صاحبها والذي كان ملحوظاً في القرى المذكورة، ومن خلال تجوال الطائرة العمودية في سماءها منذ الصباح الباكر وحتى المساء.

من جانب آخر، فلا زال القلق يلف حالة الناشط عبدالعزيز عبدالرضا ابراهيم (23 سنة) الذي أقدم منذ عدة أيام على الإضراب عن الطعام احتجاجاً على استمرار احتجازه برغم من اظهاره محاميه للنيابة ما يثبت عدم تواجده في مكان الحادث الذي اتهم به. وقد تم أخذ عبدالعزيز للمستشفى لأكثر من مرة بعد انهيار قواه إثر امتناعه عن الأكل، وقد أعربت عائلته عن قلقها على حياة إبنها بعد أن وصلت حالته لما هي عليه. وكان قاضي التجديد قد قام يومي الخميس والجمعة (18و19 فبراير 2010) بتجديد الحبس لمدة 45 يوم لعبدالعزيز وشبان ثلاثة (سيد صادق سيد علي مهدي (17سنة) من السهلة/مدينة حمد، حسين جعفر عبدالكريم (17سنة) من السهلة/ باربار وعيسى عبدالله كاظم (18سنة) من كرانة) تدعي السلطات الأمنية تورطهم في قضية الإعتداء على أحد القوات الخاصة في منطقة السهلة في الأسبوع الثالث من نوفمبر الماضي في قرية السهلة. تجدر الإشارة الى أن حبس الشبان الأربعة مستمر لأكثر من ثلاثة شهور دون محاكمة، ودون توضيح الأسباب، بعد أن أعتقلوا من خلال مداهمات الفجر لبيوتهم في 22 و23 نوفمبر الماضي.

وتطالب حق بتكوين لجنة مستقلة للنظر في إدعاءات العقاب الجماعي واستخدام رصاص الشوزن ضد المواطنين التي بدأت تنتهجها القوات المكونة من أجانب ضد المواطنين في القرى المحتجة، وتقديم المسئولين عن تلك القرارات للمحاكمة العادلة وتعويض المتضررين من الأهالي والمصابين. كما تطالب حق بالإفراج عن جميع معتقلي الأحداث الاخيرة التي كانت كرد فعل عفوية معبرة عن الإحتجاج على استمرار حبس النشطاء وعلى برنامج تغيير التركيبة السكانية (التجنيس السياسي) الذي يشرف عليه الديوان الملكي، وممارسات التمييز الطائفي المستشري في الاجهزة الحكومية والحرمان من الحقوق الإقتصادية وحق السكن الملائم والوظيفة التي تضمن الكرامة الإنسانية للمواطنين.

16 مارس 2010م