Wednesday, July 07, 2010

حسبكم الله أيها المعاميريون
عبدالجليل السنكيس
5 يوليو 2010م

بسم الله الرحمن الرحيم
"الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)" صدق الله العلي العظيم

تعبر هذه الآيات عن منتهى التوكل على الله في وقت المحنة، وعدم المبالاة بمقالة الناس وقوتهم وجمعهم وتخويفهم. إنها تعبير عن الإيمان الخالص لله عز وجل وإبتلاءه، والتسليم له وعدم المبالاة بما يصدر من البشر. إنها الاستعانة بالله وقت الشدة والمحنة والإذعان لما يكتبه من بلاء وابتلاء والإكتفاء برضوان الله الواحد الأحد. الآية تبشر أولئك المؤمنين والمتوكلين على الله عز وجل، بأنه سوف يقيهم السوء ويمن عليهم بفضله العظيم ورضاه الجليل. وهل هناك أعلى وأفضل من موقع الرضى الإلهي للذين يؤمنون به؟

هذا هو حال عوائل وذوي أبناء المعامير الذين حكم عليهم النظام بحكمه الجائر صبيحة هذا اليوم. لقد تآمر على أبناءهم الأحرار، كاد مكيدته جهازه الأمني، ثم اعتدى على بيوتهم في أوقات الفجر، وسحبهم من فراشهم ليواجهوا المعذبين وأراذل البشر. لم يكونوا يحسبون بأن النظام يمكن أن يمكر بأبناء الشعب، ويرسم الخطط ويلوي الحقائق ويسخر القضاء المجير ليصدر حكمه بالسجن المؤبد، ظناً منه بأنه يستطيع أن يخوّف المؤمنين. عذبهم.. نكَل بهم.. ضربهم وحرمهم من حقوقهم البشرية.. لكنهم ظلوا صامدين رافعي الرؤوس، كما هي رؤوس أهاليهم. لقد أغاظت هذه المواقف رجالات الأجهزة الأمنية، التي أصرت على الإنتقام مما حدث لها بعد قضية كرزكان التي فضحت النظام بدلاً من ان تحميه. وانفضح أمر تلك القيادات الشريرة" بعد صدور تقرير هيومان رايتس ووتش الذي أوضح تلاعب ذئاب البشر بالمستضعفين من بني البشر من المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة.
نعم.. لقد توعدوا بأن يجمعوا الجمع ليظهروا انتقامهم في قضية المعامير وأبناءها المستضعفين الذين لا حول لهم ولا قوة إلا بالله. ولكن الله بالمرصاد وهو غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون. لقد حاولوا أن يلعبوا لعبتهم، ظناً منهم بأنهم قادرين على مواصلتها دون أن تكشفها المنظمات الدولية. ولكن الله سبحانه، سخر من يتواجد من ممثلي المجتمع الدولي والمنظمات المعروفة لتعري جريمة النظام وتكشف تلاعب أجهزته بشكل مبكر، وإنها مسألة وقت قبل أن يدرك النظام سوء ما خططت له أجهزته بشكل يضر سمعته الدولية.

إننا على ثقة بأن الله الرحمن الرحيم، كما ابتلى أولئك الفتية، وابتلى أهاليهم وذويه، فإنه قادر على تخليصهم من براثن المعذبين والمجرمين من أفراد الأجهزة الأمنية. وإنها لمسألة وقت قبل أن يكشف الله ما كان مستوراً. وان الله يظهر الحق ولو بعد حين. إن الله قادر على أن يكشف بلاء أولئك الفتية ويسخر لهم من يأخذ بيدهم، ويلهم ذويهم الصبر حتى يظهر الله الحق، وليس عليه بعزيز.

إن للباطل جولة وللحق دولة، وإن الحق هو المنتصر في آخر المطاف. وإن أولئك الأبطال لابد وأن يعودوا لأحضان أمهاتهم، رافعي الرأس والهامات، في القريب العاجل إن شاء الله تعالى. لم ينته درب النضال ولم يتم الإكتفاء بما حصل، بل ستتواصل الجهود، في الداخل والخارج، حتى نضمن تخليص أحرار المعامير وبقية أحرار البلد. وليثقوا وليثق أهاليهم بانهم ليسوا لوحدهم، فبعد الله تعالى هناك المنظمات الدولية التي سوف تساهم في الضغط من أجل الإفراج عنهم جميعا.

نسأل الله العلي القدير ان يحقق نصره على الظلمة والظالمين و أن يظهر الحق ويكشف الباطل وأن يلطف بالمعتقلين والمحكومين وأهاليهم وأن يربض على قلوبهم ويمنحهم الرضا بالإبتلاء والجد والإجتهاد حتى تخليص أبناء البحرين من الأسر والمعاناة، إنه سريع الإجابة سميع الدعاء.