Thursday, October 27, 2005


المشاركة بدون ثمن سياسي إضفاء للشرعية على دستور الشيخ حمد
عبدالجليل السنكيس
مداخلة اجتماع جمعية العمل الإسلامي - ماتم سار-البحرين
27 اكتوبر 2005م

عن صفوان الجمال (ر) قال: دخلت على الامام موسى الكاظم عليه السلام، فقال لي : يا صفوان كل شئ منك حسن جميل ، خلا شيئا واحدا قلت : جعلت فداك ! أي شئ ؟ قال : إكراؤك جمالك من هذا الرجل " يعني هارون " . قلت : والله ما أكريته أشرا ولا بطرا ، ولا للصيد ، ولا للهو ، ولكن أكريته لهذا الطريق " يعني طريق مكة " ولا أتولاه بنفسي ولكن أبعث معه غلماني . قال : يا صفوان أيقع كراك عليهم ؟ قلت : نعم جعلت فداك . قال : أتحب بقاءهم حتى يخرج كراك ؟ قلت : نعم . قال : فمن أحب بقاءهم فهو منهم ، ومن كان منهم فهو كان ورد النار . قال صفوان : فذهبت وبعت جمالي عن آخرها. (كتاب المكتسبات للانصاري)

هذا هو موقف من مواقف الائمة عليهم السلام الرافض لمسايرة الظالمين والتعاطي معهم- موقف صاحب النفس الأبية الإمام الكاظم (ع)، الذي قضى في سجون الظالمين اربعة عشر عاما، دون ان تؤثر على موقفه المبدئي الرافض لمسايرة الظالمين. وموقف صفوان الجمال هو موقف الرسالي الذي يقدم مبدئه على تجارته، وارباحه الانية، ويضع رهن اشارة ذلك الموقف المكتسبات البراقة.

في رأي المتواضع، لقد صاغ النظام قانون العقم السياسي ليضمن بذلك أمور عدة، منها:
1) فرض شرعية دستور الشيخ حمد على الجمعيات المقاطعة التي رفضت ان تعطيه الشرعية المطلوبة عندما قاطعت الإنتخابات الصورية في 2002،. وهو بذلك يستل الشرعية من الجمعيات التي تنضوي تحت هذا القانون بشكل سلس. وبهذا يخرج النظام من عقدة عدم الشرعية التي طالما نادى بها المقاطعون.
2) التطبيق الفعلي لمفهوم الإنشغال وليس الإشتغال، وتحويل الجمعيات لدور نخبة، غير قادرة على إنجاح أي مشروع سياسي، ويسلب منهم الإرادة السياسية القادرة على الضغط من اجل انجاح المشاريع وتحقيق الأهداف.
3) زيادة قوة الظاهرة الصوتية التي سوف تتسم بها المجالس المنبثقة من دستور الشيخ حمد.
4) محاصرة العمل الشعبي من خلال ضمان مسايرة القوى التي قاطعت مشروع النظام للفترة السابقة، وبالتالي عزلهم وسلب أي دعم ومساندة من تلك القوى.

وعليه، اود أن أؤكد، الآتي:
1) ان أغلبية شعب البحرين ترى عدم شرعية ستور الشيخ حمد لأنه فرضه فرضاً، ولم يشارك الشعب في صياغته أو يصوت عليه. وهذا مطلب نؤكده من خلال هذا المنبر، نريد دستوراً عقديا نشارك في صياغته ونصوت عليه، بحيث يفعل إذا حازت بموافقة الشعب فقط.
2) إن الدستور المفروض من أعلى ومسلوب الأدوات الدستورية لا يمكن أن يمنح المنتخب أي صلاحيات، وبالتالي تصبح المشاركة في المجالس المنبثقة منه، دون ثمن او مقابل تعديلات دستورية عقدية وتقدمية، ودوائر انتخابية عادلة تساوي بين المواطيني ،تضييع للمكتسبات وتسطيح للمطالب الشعبية التي قدم الشعب التضحيات الغالية من اجلها
3) الدستور العقدي والمجلس المنتخب انتخاباً عادلا يتفرد بالتشريع والرقابة سيظلان مطلبا شعبياً، لن يتم التنازل عنهما. فكما استطاع النظام ان يخلق مجموعة مسايرة له، فإن القواعد الشعبية قادرة على ان توجد مجموعات للمقاومة السلمية، والتي سوف تتحقق مطالبها طال الزمن او قصر. "انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياه الدنيا ويوم يقوم الاشهاد"، "أذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا، وان الله على نصرهم لقدير".
ام حسبتم ان تدخلوا الجنه ولما ياتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم الباساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله الا ان نصر الله قريب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته