Wednesday, July 11, 2007

أنا "بهريني" مسخرة نظام وطيش حاكم

مقال في زاوية قضايا بجريدة الوسط، أحببت أشارك قراءاته الآخرين، وهو موضوع يعبر عن أحد مآسي التوطين الذي يقوم به النظام من دون مراعاة للخلفية الإجتماعية او آثارها.

إن شر البلية ما يضحك وانها مسخرة ملوك الزمان وطيش حكام يدفع ثمنها الشعب واجياله، فمتى تنتهي هذه المهزلة..


أنا «بهريني»!
عبدالله الملا

جريدة الوسط- 11 يوليو 2007م


في إحدى سفارات الدول الخليجية، لاحظ الموظف المسئول عن تخليص معاملات تأشيرات الدخول وجود آسيوي، ويبدو من لباسه أنه من أصول باكستانية... لم يكن هذا المنظر ليثير استغرابه لأنه معتاد على ذلك، ولكنه لاحظ توتراً غير طبيعي على ملامح هذا الشخص، الذي لم يستطع الانتظار طويلاً، فشق الصفوف سريعاً نحو الموظف.المراجعون لم يكن لديهم أي مجال للاعتراض على تجاوزهم في الصف، لأن صاحبنا كاد يبكي وهو يقول «مسامهة، أنا عندي شغل وااااجد آرجنت»! وصل إلى الموظف وقال له: «صديق أنا لازم يروح إلى ماما وأكو مال أنا... ماما مريض (مريز) وفي كوف يموت، لازم يروح اليوم». التعليمات على الحائط واضحة وضوح الشمس، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تجهز التأشيرة في يوم واحد أو في الحال، ولذلك أجاب الموظف بعدم قدرته على تلبية طلب الباكستاني.لم تنته القصة برفض الطلب، فراح المسكين يصيح ويولول ويدعو، حتى أن المراجعين ضجوا من الوضع، فما كان من الموظف إلا أن يهدئه على أقل تقدير، ويطلب منه ملء الاستمارة، ويعده «زوراً» بإمكان تجهيز تأشيرة دخوله في حال وافق المسئول المباشر، فهدأ وأخذ الاستمارة ولاحت على محياه ملامح الرضا...كنا من بين الحاضرين، وقد هدأ المكان بعد أن أخذ الاستمارة، ولكنه عاد من جديد إلى الموظف وهو يقول: أنا ما يعرف عربي! فرد عليه الموظف بأنه يمكنه ملء الاستمارة باللغة الإنجليزية وعاد من جديد إلى مقعده. انتهى بسرعة خيالية، ورجع إلى الموظف، فكاد أن «يشرق» من الضحك، وحين عاد إلى طبيعته قال للآسيوي: «إنته بحريني يعني»؟ فأجاب الآسيوي (البحريني): «إي نأم، أنا بهريني»! فقال له إن البحرينيين لا يملأون تأشيرات الدخول للدول الخليجية، ومادام لديك جواز أحمر فلوح به على موظف الجسر أو المطار واذهب قبل أن تفارق والدتك الحياة.لم يصدق الآسيوي... عفواً البحريني الخبر، وأخرج جوازه وكان أحمر يشع (الظاهر جديد كلش)، وناوله الموظف، وطلب منه التأكد من أنه يمكنه السفر، فنظر سريعاً وقال: كل إجراءات بحرنتك قانونية ويكفي أن اسمك (ما عرف يقراه) كتب فيه، وكلمة بحريني موجودة... ابتسم (خان) وخرج يقول: «أنا بهريني»!يبدو أن صاحبنا خان لم يستطع أن ينسى أصوله، وقصد السفارة ليقوم بالإجراءات نفسها حين كان يسكن في إحدى الدول الخليجية، وخانته الذاكرة بأنه حول إلى بحريني بمجرد أن التحق بسلك الأمن والأمان في البحرين، وأنه تحول إلى الجنسية بمجرد أن ارتدى اللباس الأخضر... فيا مرحبا بك يا (خان) أخاً بحرينياً نفتخر بك في السفارات الخليجية!