جرائم اقتصادية... ناقصين؟
قاسم حسين صباح الخير والسكّر، والياسمين والعنبر، والفل والورد الأحمر، وعيدكم مبارك، وكل سنة وأنتم بألف خير، وإن جاءت متأخرة، وينعاد عليكم الشهر في خير وعافية، من دون همٍّ ولا غم، ولا انقطاع كهرباء ولا ماء، ولا زيادة فواتير، ولا زيادة سنوية ما تصل إلاّ بعد ما (يمرمرون) حياتكم، كأنها منّة وكسر جميل!
أقول جماعة... ويش صاير عندكم في هالاسبوعين؟ لوجة وعوجة! لا يكون تم اكتشاف مؤامرة جديدة بعد؟ حتى واحنه في العمرة جتنا أخبار عن الإمساك بعصابة خطيرة كانت تعمل على تهريب العملة المزوّرة وتوزيعها في المدارس الحكومية، ولولا يقظة مديرة إحدى المدارس، جزاها الله ألف خير، لنجح المخطط الشيطاني في ضرب الاقتصاد الوطني والإضرار بالعملة الوطنية
.زين سوّت المديرة، من أول ما شمّت رائحة المؤامرة رفعت سماعة التلفون واتصلت بالأجهزة المختصة بمكافحة الجرائم الاقتصادية. فالوضع لا يحتمل جرائم اقتصادية، كفاية جرائم المخدرات والاعتداءات على الأطفال وقضايا «المناهل» والشقق المفروشة وغير المفروشة، وهروب بعض المدراء الأجانب من كبريات شركاتنا الوطنية بعد أن كادوا يقعون في الفخ... وآخرتها تطلع لنا جرائم اقتصادية وتزوير عملة لضرب اقتصاد البلد! ناقصين إحنه بعد؟رحم الله والدَيْ هالمديرة، وإلاّ كنا رحنا في داهية، عاد تزوير عملة مرة وحدة
!
تصوّروا لو نجح هذا المخطط الإقتصادي الشيطاني الإرهابي ماذا سيحدث من كارثة على مستوى البلد، وهل كانت ستبقى الشركات المتعددة الجنسيات؟ ألن تهرب رؤوس الأموال مباشرة؟ وهل سيغامر أي مستثمر أجنبي بالبقاء يوماً واحداًَ؟ من هنا، فإن المديرة تستحق أن تكون في مقدمة المكرّمين في عيد العلم المقبل، لإحباطها هذا المخطّط التآمري المشئوم، والحفاظ على مسيرة الاقتصاد الوطني.
وسمعنا أن هناك في أوساط المراقبين من ذهب إلى ترشيحها إلى منصب وزاري في المستقبل، التربية والتعليم مثلاً، أو المالية والاقتصاد، أو على الأقل رئاسة شعبة مكافحة الجرائم الاقتصادية.أما رئيسة العصابة، فكان من المفترض تشكيل محكمة عسكرية خاصة لمحاكمتها وإنزال أقسى العقوبات عليها، والضرب على رأسها بيدٍ من حديد، لتكون عبرةً لمن يعتبر، لأن ما قامت به يعتبر خيانةً وطنيةً تستحق الإعدام شنقاً، وإذا (كُلِّش كُلِّش) تخفيف الحكم إلى المؤبد مراعاةً لصغر سنّها ليس إلاّ! فيبدو أنها إنسانة خطيرة جداً، فهي تفكر بضرب الاقتصاد الوطني قبل أن تتخرّج من الثانوية، فلو وصلت إلى الجامعة من المؤكد أنها ستؤسس منظمة إرهابية مثل «بادر ماينهوف» الألمانية، أو «الألوية الحمراء» الإيطالية! أما إذا بلغت الثلاثين، فإنها حتماً ستقود تنظيماً جديداً ينافس بن لادن وتنظيم «القاعدة»!
بس للأسف أطلقوا سراحها، ولولا أنه حكم القانون لاعترضنا على قرار النيابة، الذي يدّعي عدم وجود أدلة كافية، وينسف وجود قضية من الأساس... يعني تطلع المديرة ما تفهم؟ صادوه!في الأدب العربي، عرّف أحدهم الأحمق بأنه «الشخص الذي يريد أن ينفعك فيضرك»، ويزداد توالد الحمقى في أزمنة الفتن والمحن كما تتوالد الضفادع في المستنقعات، حيث تزداد أعداد المتسلقين والمنافقين والطفيليين والمتصيّدين في المياه الآسنة... وقانا الله وإياكم من الضفادع البشرية اللزجة.
الوصلة:http://www.alwasatnews.com/newspager_pages/print_art.aspx?news_id=85071&news_type=010
الوصلة:http://www.alwasatnews.com/newspager_pages/print_art.aspx?news_id=85071&news_type=010