Wednesday, November 07, 2007

الصحافة البريطانية..لماذا التشويه؟


الصحافة البريطانية .. لماذا التشويه؟
أنور عبدالرحمن
أخبار الخليج

في الأسبوع الماضي، زار البحرين كتاب وصحفيون من أربع صحف بريطانية كبرى هي: التايمز، والاندبندنت، والديلي تليجراف، والجارديان. هم يقولون إنهم خبراء في قضايا الشرق الاوسط، لكن الذي كتبوه عن الزيارة بعد عودتهم الى بريطانيا كان تزييفا لحقيقة الوضع في البحرين وكلاما لا يتسم بأي قدر من المسئولية. وبعد قراءة ما كتبوه، فإن المرء يتساءل، هل يمكن الوثوق حقا في هذه الصحف بعد ذلك؟ ويكفي فقط أن أروي التالي: قام اثنان من هؤلاء الصحفيين بزيارتنا في
«أخبار الخليج« هما دونالد ماكنتير من الاندبندنت، وايان بلاك من الجارديان. وقد تحدثت معهما ما يقرب من ساعة وشارك في الحديث الزميلان الاستاذان جورج ويليامز والسيد زهره. تناولت المناقشات معهما حديثا تفصيليا عن الاوضاع في البحرين والمنطقة من كل الجوانب التي أثاروها. وكان واضحا ان المعلومات التي قدمناها لهما بشكل واضح ومحدد كانت مفاجئة بالنسبة إليهما. ولم يستطيعا إخفاء دهشتهما، وكانا يرددان بين الحين والآخر «لكن عندما تحدثنا مع الوفاق قدموا لنا صورة مختلفة تماما«. كان واضحا انهما مهتمان فقط بالجوانب السلبية في البحرين ويريدان سماع كل ما يصب في هذا الاتجاه، وخصوصا ما سمعاه من آخرين حول مزاعم التمييز الطائفي بين السنة والشيعة. وقد شرحت لهما تفصيلا كيف ان البحرين مجتمع حر مفتوح يحتضن مدارس سياسية وايديولوجية شتى، بما في ذلك المدارس المتطرفة سواء كانت شيعية أو سنية. لكن المجتمع بصفة عامة مجتمع متعدد ومتنوع يضم القوى الليبرالية الشيعية والسنية، ويضم أيضا في الجانبين قوى ومستويات اجتماعية مختلفة، فقيرة ومتوسطة وغنية. وشرحت لهما كيف ان هذا الحديث عن التمييز الطائفي بين السنة والشيعة في البحرين غير صحيح. وقد أكدت لهما أننا عندما نقول هذا فيما يتعلق بهذه القضية وغيرها من القضايا التي أثاروها فإننا نحاول أن نشرح لهما كزميلي مهنة حقائق الوضع في البحرين كما هي بعيدا عن أي اعتبارات سياسية او ايديولوجية. وطوال الحديث كانا يسجلان كتابة كل ما نقول. لكن الأمر الغريب جدا ان التقارير التي كتبوها عن البحرين ونشروها بعد ذلك، لم تتضمن على الاطلاق أيا من المعلومات التي قدمناها لهما أو الأفكار التي عبرنا عنها. الاستثناء الوحيد ان أحدهما أورد في مقاله جملة قلتها عن تجربة البحرين الديمقراطية الحالية وكيف ان جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة طرح هذه التجربة وبادر بها قبل ان يتحدث الرئيس الامريكي جورج بوش عما اسماه مشروعه لنشر الديمقراطية في المنطقة، أي انها تجربة بحرينية خالصة. القضية هنا ان هؤلاء الصحفيين أتوا الى البحرين واتيح لهم ان يتحدثوا مع الجميع ويستمعوا الى كل الآراء حول الأوضاع في البحرين وفي المنطقة. وابسط القواعد المهنية انه كان واجبا عليهم ان يقدموا للقارئ البريطاني الصورة كاملة، وكل الاراء ووجهات النظر المختلفة بشكل متوازن. لكن الذي فعلوه انهم ضربوا بابسط قواعد المهنة عرض الحائط، وقدموا للقارئ فقط كل الاراء التي ترسم صورة سلبية للاوضاع في البحرين. والسؤال الذي لابد ان يطرح نفسه هو: لماذا؟.. لماذا يفعلون هذا؟.. هل هم صحفيون محايدون نزيهيون ام هم مجرد دجالين يريدون تشويه الحقيقة؟ لقد بدا مما نشروه عن البحرين ان كل همهم كان فقط تقديم الاراء ووجهات النظر التي تطعن في تجربة البحرين وتتحدث عن السلبيات وحدها ولا شيء غير هذا. هم بهذا لا يسيئون الى صحفهم ويضللون قراءهم فقط، وانما ايضا يضللون ساستهم. فإذا كانت تغطياتهم الصحفية منحازة ومضللة هكذا وتشوه الواقع، فكيف يمكن لصناع السياسة في لندن ان يكوّنوا فكرة سليمة ويكون تقييمهم موضوعيا نزيها لحقيقة الاوضاع في البحرين؟ انني انصح رؤساء تحرير هذه الصحف بأن يحرصوا مستقبلا على التأكد من صحة ونزاهة وحيادية مثل هذه التقارير. فالامر يتعلق في النهاية بمدى مصداقية هذه الصحف. والامر المؤكد انه بنشر مثل هذه التقارير عن البحرين، فإن هذه الصحف فقدت كثيرا من مصداقيتها.
--------------------------------------------------------
المقالات التي يشير اليها رئيس تحرير أخبار الخليج هي: