Sunday, December 23, 2007

البحرين:رفع الحصار عن السنابس واستمرار المداهمات الأمنية


فقدان شاب من أهالي المقشع منذ يومين...
رفع الحصار عن السنابس واستمرار المداهمات الأمنية
الوسط - محرر الشئون المحلية
رفع أمس الحصار الأمني الذي فرض على مداخل قرية السنابس لمدة خمسة أيام متواصلة، وداهمت قوات الأمن عدة منازل في المنطقة واعتقلت عدداً من الشباب. وفيما اتسم الوضع بالهدوء الحذر، تعالت شكاوى المواطنين من انتهاكات اثناء مداهمة منازلهم.
وعلمت «الوسط» أن عائلة فقدت ابنها منذ أمس الأول من دون ان تعلم مكانه، وحاولت الاتصال به على الهاتف النقال ولكنه مغلق. والشاب البالغ من العمر 17 عاماً اسمه أحمد عبدالهادي من سكنة قرية المقشع، وقامت عائلته بالسؤال عنه في كل مراكز الشرطة ولكن من دون نتيجة. واتصلت العائلة بمحافظ الشمالية جعفر بن رجب الذي أجرى اتصالات وعاد الى العائلة وطلب منهم ان «يسجلوا بلاغاً رسمياً لدى الشرطة بشأن اختفائه»، وهو ما فعلته العائلة التي مازالت تنتظر الرد الرسمي بشأن مصير ابنها.
وتواصلت يوم أمس (الأحد) حملة المداهمات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية والتي استهدفت منازل في عدة مناطق لليوم الثالث على التوالي، وأسفرت المداهمات التي تتقصد ناشطين عن القبض على ثلاثة شبان من منطقة السنابس فجر أمس وهم نادر السلاطنة (35 عاماً)، حسين جعفر (19 عاماً)، ومحمد مكي (18 عاماً)، فيما تمت مداهمة منزل آخر في منطقة الديه من دون العثور على المواطن المطلوب، كما تمت مداهمة منزل في منطقة الدراز، فيما أسفرت مداهمة جرت في الثانية عشر من مساء أمس الأول في قرية بني جمرة عن اعتقال حسين شاكر فردان (35 عاماً).
وعبّر الأهالي عن استيائهم من الأسلوب الذي استخدمته قوات الأمن، وأشاروا إلى أن «قوات الأمن مارست العنف المفرط ضدهم». وقال حسين السلاطنة (24 عاماً) وهو شقيق المعتقل نادر السلاطنة إن «قوات مكافحة الشغب اقتحمت منزلنا بكسر الأبواب بقوة في حدود الساعة الثانية من فجر أمس، وهمّت بتمزيق بعض الملصقات واقتيادي إلى إحدى الغرف بعد ضربي وتعرضوا لي بالشتم، أما شقيقي فقد تعرض للضرب قبل اعتقاله من المنزل، وقد أخذوا معهم هاتفي النقال وهاتف شقيقي المعتقل، بالإضافة إلى جهازين حاسب آلي (لاب توب) أحدهما لشقيقي المسافر لأداء فريضة الحج والذي توجد به صور تخص العائلة».
وفي حدود الساعة الرابعة من فجر اليوم، داهمت قوات خاصة منزل جعفر آل ربيع لاعتقال حسين جعفر (19 عاماً)، وقال شقيقه عبدالله (26 عاماً): «دخلت قوات الأمن المنزل وقامت بتكسير الأبواب ودخلوا على غرفة أختي هناء (20 عاماً) وهي نائمة، وقد تعرضت وإخوتي للضرب، ووجهوا لنا أسئلة عن مكان الأسلحة، وتم اقتياد كل واحد منا وتقييده وضربه وتفتيش الغرف تفتيشاً دقيقاً». وذكر عبدالله أنه كان ينام بملابسة الداخلية فقط وعند اقتحام المنزل رفضت قوات مكافحة الشغب السماح له بإرتداء ملابسه، وقال: «كانوا يرددون أين تخبئون الأسلحة، وهمّوا بضربي وركلي بعصا خشبية، ومن بعدها رموني على الأرض وقيدوني وغطوا وجهي بلثام». وأشار إلى أن «قوات الأمن قامت بتكسير وتفتيش المنزل ومن بعدها اقتادوا أخي معهم ورحلوا».
وخلال أقل من ساعة داهمت قوات الأمن منزل آخر في السنابس، وقامت بتفتيشه واعتقلت محمد مكي (18 عاماً).وفي منطقة الديه تمت مداهمة منزل حسن صالح في حدود الساعة الثانية من فجر أمس لاعتقال ابنه الذي لم يكن موجوداً. وأفاد شقيقه إبراهيم (30 عاماً) «كنت قادماً مع زوجتي من حفلة زواج، ولم أستطع الصعود إلى غرفتي بعد أن سمعت أصواتاً من ورائي تحاول كسر باب المنزل، وما هي إلا لحظات حتى تفاجأنا بأعداد كبيرة من قوات مكافحة الشغب مدججة بالسلاح تداهم المنزل، وحينها سقطت زوجتي وأغشي عليها بعد مشاهدتها لهذا الموقف، فيما قامت مجموعة من تلك القوات باقتحام المنزل والإمساك بي برفقة شقيقي محمد (22 عاماً) وتعرضنا للضرب والشتم من دون أن نعرف السبب».وأضاف «قامت قوات الأمن برفع أخي من شعره وبعدها قصه بشفرة حلاقة كانت لديهم، كما أنه تعرض لضرب مبرح نقل على إثره إلى المستشفى»، ولفت إلى أن زوجته تعاني من حالة نفسية سيئة.
من جهتها، استغربت فضيلة حسن صالح (23عاماً) من اتصال تلقته أمس من الإدارة العامة للتحقيقات والمباحث الجنائية، وطلب منها المتصل ذكر عنوان منزلهم، فما كان منها إلا أن ردت على المتصل بالقول «أنتم اقتحمتم المنزل فجر أمس!».وفي الدراز، ذكرت عائلة عبدالأمير النشابة أن قوات مكافحة الشغب اقتحمت منزلهم مساء أمس الأول(السبت) واعتقلت كلاً من الشقيقين محمود وحسين النشابة (23 عاماً و28عاماً)، فيما أطلق سراح حسين صباح أمس (الأحد) بعد توقيفه في مركز شرطة البديع، وذكرت العائلة أن قوات الأمن داهمت المنزل في حدود العاشرة والنصف مساء وسط حضور أمني كثيف، وقاموا بتكسير المنزل وتفتيشه وعزل النساء في غرفة لوحدهم.
أما في قرية بني جمرة، فقد داهمت قوات الأمن القرية في حدود الساعة الثانية عشر من مساء أمس الأول واعتقلت حسين شاكر فردان (35 عاماً) الذي كان واقفاً أمام باب منزله مع شقيقه وعدد من أصدقائه. وقالت زوجة حسين التي كانت موجودة داخل المنزل: «تلقيت اتصالاً من شقيق زوجي يطلب مني الدخول لغرفة النوم، وفور دخولي لغرفة النوم تفاجأت بأعداد كبيرة من قوات الأمن يقتحمون المنزل ويدخلون عليّ الغرفة ووجهوا السلاح على وجهي، وبعد صراخي عليهم سمحوا لزوجي بالدخول، وانتهى الأمر بتفتيش الغرفة واعتقال زوجي».
إمراة تمنع الأمن من دخول منزلها
وداهم رجال الأمن عند الساعة العاشرة و45 دقيقة من مساء أمس أحد المنازل في منطقة سترة بمجمع 606، بحجة أن الشبان الموجودين
في المنزل شاركوا في أعمال حرق وتخريب، فخرجت لهم ربة المنزل وأكدت لهم أن أبناءها يشاهدون التلفاز ولم يبارحوا مكانهم منذ وقت المغرب. وتحت إصرار الأم على عدم دخولهم إلى المنزل، غادر رجال الأمن مكانهم، فيما أصيبت هي بارتفاع في ضغط الدم إثر ما جرى فتم نقلها إلى مركز سترة الصحي الذي من جهته طلب نقلها فوراً إلى مستشفى السلمانية لتلقي العلاج اللازم
.
اعتصام في بني جمرة ينفض سلمياً
اعتصم أهالي قرية بني جمرة مساء أمس (الاحد)، على الشارع العام، مطالبين بالإفراج عن المعتقل ناجي فتيل والمعتقلين الآخرين بعد الحوادث الأمنية الأخيرة. ورفع المعتصمون صوراً للمعتقل ورددوا عبارات تطالب بالإفراج عن جميع المعتقلين، وحضرت قوات مكافحة الشغب لموقع الاعتصام بأعداد كبيرة برفقتهم مدنيين تابعين لوزارة الداخلية وطوقوا منطقة الاعتصام، وطالبوا الحاضرين بالانصراف. وانتهى الاعتصام بشكل سلمي بطلب من أحد الأهالي الذي أكد أن هناك اتفاقاً مع محافظ الشمالية جعفر بن رجب بالتحرك لحل المشكلة.
«الوفاق» تشكّل لجنة حقوقية لمتابعة الأحداث الأخيرة
إلى ذلك قررت الأمانة العامة بجمعية الوفاق الوطني الإسلامية أثناء اجتماعها أمس (الأحد) مع الكتلة النيابية بمقر الكتلة بالزنج «تشكيل لجنة حقوقية مختصة في الجمعية بالتعاون مع الكتلة النيابية لمتابعة الأحداث الأخيرة». وأكد الاجتماع «على اللجنة الحقوقية في رصد التجاوزات التي قامت بها وزارة الداخلية وتفعيل إمكانيات الجمعية والكتلة لمتابعة موضوع المعتقلين من خلال التنسيق مع الجمعيات السياسية والحقوقية وعوائل المعتقلين مع الجهات الرسمية والعمل على توفيق كل الاتجاهات». كما قررت الأمانة العامة أثناء اجتماعها مع الكتلة «تخصيص خطّ ساخن لاستقبال شكاوى المواطنين بخصوص التجاوزات الناتجة من قبل وزارة الداخلية في الأحداث الأخيرة». وأكدت في ختام اجتماعها مع الكتلة «عدم مخالفة القانون وسلمية التحرّكات الشعبية وعدم اللجوء إلى وسائل العنف». خليل يطالب «الداخلية» بالتحقيق في تجاوزات الشرطةذكر عضو كتلة الوفاق النائب عبدالجليل خليل أن المداهمات التي طالت السنابس أمس (الأحد) انتهت باعتقال أربعة شباب من المنطقة، وقال خليل في تصريح لـ«الوسط»: «من المؤسف أن طريقة الاعتقالات والمداهمات تذكرنا بحقبة أمن الدولة حيث الهجوم عند الفجر وبقوات مكثفة ويصاحب الهجوم تكسير لبعض ممتلكات المواطنين وضرب بعضهم».وأضاف «إذا كانت وزارة الداخلية تطالب المواطنين بالتزام بالقانون فهل هذه الممارسات تتماشى مع القانون؟، أليس القانون هو أن تبرز إذن التفتيش من النيابة العامة وتتم مخاطبة المتهم مخاطبة حضارية وبعد احتجازه يتم إخبار أهله وذويه بموقعه من أجل أن يتم تعيين محامٍ، والسؤال هل تقوم الوزارة بهذه الأمور، ثم لماذا الهجوم والتكسير، خصوصاً تكسير بعض الممتلكات التي ليست لها علاقة بموضوع الاعتقال، فضلاً عن ضرب الناس في الشوارع الذي حدث مساء أمس»، وتساءل خليل «لماذا توجد قوات مدنية مسلحة، هل هذا تطبيق للقانون؟».وذكر خليل أنه تحدث مع بعض مسئولي وزارة الداخلية وطالبهم بتشكيل لجنة للتحقيق في تجاوزات الشرطة التي ترافق الاعتقالات والمداهمات، وضرورة وقف الاعتقالات غير المبررة، كما طالب الوزارة بوقف استخدام مسيلات الدموع والحصار الجماعي الليلي لأنه إرعاب للمواطنين وتعقيد للأمور، وقال: «من حق المواطن أن يشعر بالأمان بدلاً من هذه الممارسات المخيفة». وأفاد خليل أنه أبلغ الأهالي بضرروة توثيق هذه المداهمات والتكسير التي يرافقها وعمليات الضرب التي يتعرضون لها، وذلك من أجل تحريك دعوى قضائية ضد وزارة الداخلية بخصوص هذه الممارسات، داعياً الأهالي إلى تسجيل هذه القضايا لدى اللجنة التي شكلتها جمعية الوفاق بهذا الشأن. واختتم خليل تصريحه بالقول «نعم مع حرية التعبير، ومن حق كل إنسان أن يعبر عن رأيه وعن مطالبه سواء السياسية أو المعيشية بطريقة سلمية مع احترام القانون، وعلى الدولة من باب أولى أن تطبق القانون وتحترمه حتى تزرع الثقة في قلوب الناس بدلاً من إرعابهم».
الوصلة:
http://www.alwasatnews.com/newspager_pages/print_art.aspx?news_id=98261&news_type=LOC