البحرين تخسر المعركة الاقتصادية لصالح دبي بسبب القلاقل السياسية وتراجع إنتاج النفط
الشيخ سلمان بن حمد أثناء حضوره منتدى دافوس
افاق واشنطن- آفاق
على الرغم من الحملة الإعلانية الباهظة التي صرفتها الحكومة البحرينية هذا الأسبوع لتسويق البلاد في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، إلا أن المستثمرين الدوليين يبدون منصرفين إلى بلدان الخليج الثرية المجاورة مثل قطر والإمارات.ويقول المحلل الاقتصادي في خدمة "داو جونز" الإخبارية التابعة لوول ستريت جورنال الأمريكية أندرو كريتشليو في مقال كتبه من دافوس بسويسرا إن وفد البحرين الذي ضم مسؤولين تنفيذيين وحكوميين بقيادة ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة فشل في إقناع المستثمرين باتخاذ البحرين نقطة انطلاق لهم نحو اقتصادات الشرق الأوسط المزدهرة، وذلك بسبب تضاؤل العائدات النفطية، والخلاف السياسي الداخلي والمنافسة الشرسة من جانب بعض الدول الخليجية.
ويقول المحلل إن عائلة آل خليفة التي تسيطر على معظم المناصب الرئيسية في الحكومة وتتحكم في معظم ثروة البلاد، تواجه استياء متزايدا من جانب الغالبية الشيعية والتي لا تتمتع سوى بقدر قليل من الامتيازات الاقتصادية والسياسية. ويشير المحلل إلى التوتر الذي شهدته البحرين الشهر الماضي والذي امتد إلى العاصمة البحرينية المنامة عندما استخدمت قوات الامن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المحتجين من الشيعة والذي اسفر عن مقتل احد المتظاهرين واعتقال العديد من الأشخاص. ويرى أن هذا التوتر بين الأقلية السنية الحاكمة والغالبية الشيعية، مبعث قلق لدى كل من السعودية والولايات المتحدة، التي يوجد أسطولها الخامس في البحرين. فالسعودية، التي تساعد البحرين اقتصاديا فيما يتعلق بتوفير امدادات النفط والغاز لتعويض انخفاض المخزونات، تنتابها المخاوف من أن تنتقل المشكلة مع الشيعة في البحرين إلى داخل المملكة، والتي تضم أقلية شيعية كبيرة العدد نسبيا، وتتركز في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط. من جانبها تبدو الولايات المتحدة حتى الآن عازفة عن ممارسة أي ضغوط على حكام البحرين، وبما يؤثر على الوضع الراهن، خشية فقدان قاعدتها العسكرية والتي تضم الأسطول الاميركي ، على الرغم من رغبة واشنطن في تشجيع زيادة تمثيل الشيعة على مستوى الشرق الاوسط. وقد عملت البحرين جاهدة لتنويع اقتصادها استعدادا لنضوب آبار النفط والغاز والمتوقع في السنوات الـ 15 المقبلة، حيث سعت، مثل باقي الدول المجاورة في قطر ودبي ، إلى بناء مركز مالي لاستقبال كبرى المصارف العالمية. وخلال الأربع سنوات الماضية أنفقت 300 مليون دولار تقريبا على بناء حلبة لسباق السيارات "الفورملا 1 " على أمل استضافة منافسات الجائزة الكبرى لأول سباق من نوعه في منطقة الخليج.لكن رغم ذلك، فإن الوفود التي حضرت منتدى دافوس العالمي، يتملكها شعور بأن ما تستطيع البحرين تقديمه قليل جدا، عدا أنه يأتي متأخرا. فالبحرين قد خسرت اقتصاديا لصالح إمارة دبي وخاصة في المعركة على اجتذاب الاستثمارات الأجنبية والأموال المحلية والتي ضخت أكثر 300 مليار دولار في الطفرة العقارية التي تشهدها الإمارة.
ولا يستبعد المحلل الأمريكي في هذا الصدد فشل ميناء البحرين المالي والذي تكلف بناؤه مليار ونصف المليار دولار، مع تفضيل بنوك عالمية مثل إتش إس بي سي، ومورجان ستانلي وغولدمان ساكس فتح مكاتب رئيسية لها في مركز دبي المالي الدولي. وحتى بالنسبة لحلبة الفورملا 1 والتي صاحبها الكثير من أعمال الدعاية، وتهدف لتشجيع السياحة في البحرين وإظهار المملكة بصورة مشرفة، تبدو هي الأخرى مهددة، مع تخطيط أبو ظبي لإقامة حدث منافس عام 2009.وأخيرا يرى البعض، والحديث لا يزال للمحلل الأمريكي أندرو كريتشليو، أن المال والوقت الذي بذله الوفد البحريني في دافوس، ربما كان من الافضل لو وظف في تحسين الأحياء الفقيرة والقرى الشيعية في المنامة ومنطقة سترة المجاورة، ومنح المزيد من الصلاحيات للبرلمان المنتخب.