من هم البحرينيون قبل التجنيس؟
حسن عبدالله
كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن هوية البحرين والبحرينيين، ووصل الامر الى ان يتجرأ البعض بهدف تشويه تاريخ البحرين وهوية سكانها الاصليين ضمن محاولات لتبرير عمليات التجنيس العشوائي الذي تشهده البحرين حالياً، غير ان علم التاريخ لا يفسح المجال للمتطفلين لتغييره.تاريخنا معروف، فبعد عهود طويلة قضاها شعب دلمون (قبل خمسة آلاف سنة) على أرض الخلود جاء دور العرب (قبل العام1200 ق. م) في هذه الجزيرة ليقولوا كلمتهم ولينقشوا اسمهم على لؤلؤتها.
ومن القبائل العربية القديمة التي استقرت في هذه المنطقة قبائل الأزد واياد وتنوخ، ثم تبرز أسماء ثلاث قبائل عدنانية توافدت على أرض البحرين وابناء هؤلاء يشكلون غالبية من يطلق عليهم «البحارنة».
تسمية البحرين
يطرح المؤرخون وجهات نظر مختلفة حول أسباب تسمية البحرين بهذا الاسم، وهناك تفسيران رئيسيان. الأول يقول لأنها تقع بين «بحر عمان» و«بحر فارس»، أما التفسير الثاني فيشير الى أن البحر المالح الأجاج يحيط بها بينما يتفجر الماء العذب من بين صخورها. وهذا الماء لا يتفجر على اليابسة فقط ولكن أيضا في قاع الخليج، انها ينابيع أكثر عذوبة من مياه الابار العادية لأنها بعيدة عن التلوث والأتربة، وكان الغواصون في الماضي يعرفون أماكن هذه الينابيع ويهبطون اليها حاملين القرب الجلدية للتزود بالماء أثناء رحلات الغوص الطويلة. وهناك اسم اخر اشتهرت به البحرين، وهو جزيرة أوال.
وقيل أن سبب التسمية يعود الى أن «أوال» هو اسم لأحد أصنام قبيلة بكر بن وائل التي كانت تسكن البحرين. وقيل أيضا ان أوال اسم لأخ أو ابن «عاد» الذي بنى «ارم ذات العماد» فكان اسمه أوال وكان يبحث عن منطقة جميلة وهواؤها نقي وتصلح لأن يعيش فيها فنصح بهذه الجزيرة فسميت باسمه «أوال».
يقول الشيخ علي البحراني (المتوفى 1926م) في كتابه «أنوار البدرين»: «ان أوال هذا أخ لعاد أو ابنه قد طلب أرضا طيبة الهواء جزيرة قابلة للسكنى كأخيه أو أبيه عاد لما طلب أرضا طيبة الهواء ليبنيها كالجنة فبنى ارم ذات العماد فوصف له جزيرة أعني البحرين فراها جزيرة عظيمة حسنة طيبة الهواء ذات مياه خالية من الهوام والسباع قابلة للتعمير والسكنى واستنباط العيون وغرس النخيل والأشجار فسكنها ومدنها فنسبت اليه». كما أطلق البعض على البحرين أسماء أخرى، مثل دلمون، وتايلوس، وأرادوس.
جغرافية البحرين القديمة
كانت البحرين قديما تمتد من البصرة شمالا الي عمان جنوبا ومن اليمامة غربا الى ساحل الخليج شرقا فهي تضم الكويت والمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية وقطر إلى جانب جزر البحرين الحالية في هذه الأيام. يقول الميرزا الخوانساري (1970م) «ان البحرين - كما في (تلخيص الاثار) - ناحية بين البصرة وعمان على ساحل البحر، بها مغاص الدرر، ودرة أحسن الأنواع، ينتهي اليها قفل الصدف في كل سنة من مجمع البحرين، ويحمل الصدف بالدر منه اليها، وليس لأحد من الملوك مثل هذه الغلة».وفي معجم البلدان لياقوت الحموي (المتوفى 1228م) «ان البحرين اسم جامع لبلاد على ساحل بحر الهند بين البصرة وعمان، قيل هي قصبة هجر. وقيل هجر قصبة البحرين». والقصبة هي المدينة او أعظم مدن البلاد، وهجر في الجغرافية القديمة كانت تعني اقليم البحرين من البصرة الى عمان أحيانا، وتعني مدينة وقصبة للاقليم في احيان أخرى. هذه المدينة القديمة «هجر» دمرها أبو سعيد الجنابي زعيم القرامطة العام 900م. وفي العام 929 م قام أبوطاهر القرمطي ببناء مدينة الأحساء التي اتخذ منها قاعدة لدولته. وهناك اختلاف حول المكان الذي بنيت فيه مدينة «الأحساء»
فالبعض يرى انها بنيت بالقرب من مدينة هجر التي دمرت والبعض الاخر يرى ان الأحساء بنيت على أنقاض هجر. يقول عبد الرحمن عبد الكريم النجم (1973) «أطلق العرب إسم البحرين على الإقليم الممتد على ساحل الخليج العربي بين البصرة وعمان، فهو يشمل ما نعتبره في الوقت الحاضر الكويت والإحساء وقطر وجزر البحرين الحالية المعروفة باسم أوال. وهي متصلة غربا باليمامة، وشمالا بالبصرة وجنوبا بعمان».
ان اسم البحرين كان اذن يطلق على المنطقة كلها وتكون هجر العاصمة، وأحيانا تكون هجر المنطقة كلها. يقول الحموي (المتوفى 1228م) «هجر مدينة وهي قاعدة البحرين. وربما قيل الهجر، بالألف اللام، وقيل: ناحية البحرين كلها هجر، وهو الصواب.»، الا ان الأكثر شهرة ان هجر قصبة البحرين. والبحرين قديما كانت تضم ثلاث مدن رئيسية هي أوال والخط وهجر (البحرين والقطيف والاحساء على التوالي) حيث استمر ارتباط هذه المناطق الثلاث ببعضها حتى مجيئ الاحتلال البرتغالي في 1520م الذي استولى على المناطق الثلاث، وفي عام 1551م استولت الجيوش العثمانية على الأحساء والقطيف وبقيت جزيرة أوال تحت الاحتلال البرتغالي.العرب البحارنة ان الشيعة البحارنة - كما يقول عنهم النويدري (1992) - هم «عرب ينتمي أغلبهم الى ربيعة القبيلة العربية الشهيرة، وغالبية أسر البحارنة ترجع الى قبيلة عبد القيس من ربيعة». ويذكر التاريخ ان قبائل من البحارنة، مثل العيونيين وآل عصفور حكموا البحرين لفترات طالت أكثر من اربعة قرون حتى منتصف القرن الخامس عشر الميلادي. يقول الرميحي (1976) «ان الشيعة هم الذين يعرفون محلياً (البحارنة) هم سكان البحرين الأساسيون وسكان منطقة الاحساء أيضاً، ولهم مراكز سكانية مكتظة في هذه المنطقة، ولكن لطول مدة استقرارهم وعملهم في الأرض والبحر، فقد خفت بينهم (العصبية) وبالتالي خضعوا لقبائل عربية حرمتهم تدريجيا من الأرض... وبالتالي فقد اعتمدوا لكسب معيشتهم على أعمال ثانوية غير ماهرة وشيئا فشيئا أعتبروا كمواطنين من الدرجة الثانية». ويواصل الرميحي (1976م) قائلاً: «ان الشيعة هي الفئة المقهورة في المجتمع، ومنذ بداية هذا القرن الى وقت متأخر نسبياً فإنهم لم يكونوا يقومون بأعمال هامة في المجتمع، اذ ان أغلبهم كان وما يزال فقيراً».
أما القبائل العربية التي ينتمي اليها البحارنة فهي:
1
بكر بن وائل: وهي قبيلة عظيمة من العدنانية تنتسب الى بكر بن وائل ابن قاسط ابن هنب بن أفصي بن دعمي ابن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. وقد كانت ديار بكر بن وائل من اليمامة الى البحرين، الى سيف كاظمة الى البحرين، فأطراف سواد العراق. كانت تعبد اصناما يقال لهم «ذو الكعبين» و»المحرق» و»أوال» و»عوض» وكانت تعبد «كعبة شداد». واعتنق قسم من بكر النصرانية. وقد غزت هذه القبيلة تخوم الامبراطورية الفارسية فجهز الملك شابور حوالي سنة 330 م جيشا لمعاقبتها، فقتل وسبى عدداً كبيراً من الأسرى. يذكر عبدالرحمن عبدالكريم النجم (1973) «استوطنت بكر بن وائل البحرين قبيل الإسلام وخاصة بعد يوم قضة وهو آخر أيام حرب البسوس، وامتدت مساكن بكر إلى اليمامة وكذلك إلى أطراف العراق الغربية. ومن بطون بكر التي إستوطنت البحرين بنو قيس بن ثعلبة بن عكابة».
2
تميم بن مر: قبيلة عظيمة من العدنانية، تنتسب الى تميم بن مر بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. كانت منازلهم بأرض نجد دائرة من هنالك على البصرة واليمامة، حتى يتصلوا بالبحرين وانتشرت الى العذيب (من أرض الكوفة) ثم تفرقوا في الحواضر ولم تبق منهم باقية... يذكر عبدالرحمن عبدالكريم النجم (1973) « ومن بطونهم التي استوطنت البحرين بنو سعد ابن زيد مناة بن تميم».
3 - عبدالقيس بن أفصي: قبيلة عظيمة أخرى من العدنانية، تنتسب الى عبدالقيس بن أفصي بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. كانت مواطنهم بتهامة ثم خرجوا الى البحرين وبها أناس كثيرون من بكر بن وائل وتميم، ولما نزل بها عبدالقيس، زاحموهم في تلك الديار وقاسموهم في المواطن. (راجع: كحالة: عمر رضا، معجم قبائل العرب القديمة والحديثة، الجزء الأول والثاني، الطبعة الخامسة، 1985م). ويذكر عبدالرحمن عبدالكريم النجم (1973) «إن كثرة مدن وقرى عبدالقيس التي ذكرتها المصادر اظهر مدى إنتشارهم ودورهم في البحرين. ومن زعمائهم المشهورين عند ظهور الإسلام الأشج العصري الذي تزعم وفد عبدالقبس الأول إلى الرسول (ص) في المدينة، والجارود العبدي الذي رأسهم في الوفادة الثانية، ومن بطونهم المشهورة نكرة، وقد وصفهم ابن قتيبة بأنهم أهل البحرين وفيهم العدد والشرف». ويشير بعض الباحثين الى أن هذه القبائل الثلاث ربيعية (أي تنتسب الى ربيعة بن نزار) ولكن هذا الرأي ينقصه بعض التفصيل. فنزار حفيد (عدنان) له أربعة أبناء: ربيعة ومضر واياد وأنمار، وبالاستناد الى الجذور النسبية التي توضح اباء وأجداد القبائل الثلاث المذكورة يلاحظ التالي:
أولاً: ان قبيلة بكر بن وائل «ربيعية» اذ تنتسب الى ربيعة كما هو واضح في سلسلة النسب.
ثانيا: ان قبيلة عبدالقيس بن أفصي «ربيعية» حيث تنتسب الى ربيعة كما هو واضح في سلسلة النسب
ثالثاً: ان قبيلة تميم بن مر «مضرية» وليست «ربيعية» حيث تنتسب الى مضر أخ ربيعة كما هو واضح في سلسلة النسب.ويشير المعلم بطرس البستاني (الكتاب بدون تاريخ) الى تواجد القبائل الثلاث السالفة الذكر في البحرين قبيل الاسلام إذ يذكر دخول (شابور) للبحرين
بقوله: «فلما كبر شابور غزا العربان ودخل البحرين فقتل أهلها غير ملتفت الى غنيمة وسار الى هجر وبها ناس من تميم وبكر بن وائل وعبدالقيس». ويشير النويدري (1992م) الى قبيلة أخرى تعد من القبائل العربية (البحارنة) التي استقرت في البحرين وهي قبيلة تغلب بن وائل. وتغلب هذا يعد أخ بكر بن وائل، وقد وقعت بين هاتين القبيلتين حروب كثيرة في الجاهلية أشهرها حرب البسوس التي استمرت أربعين عاماً، وهذه القبيلة ربيعية أيضاً. وعلى أساس ذلك تصبح القبائل الربيعية في البحرين ثلاث وهي: عبدالقيس وبكر بن وائل وتغلب بن وائل اضافة للقبيلة الرابعة المضرية وهي تميم.
بحراني ... بحريني
أما بالنسبة الى الصفة التاريخية التي تطلق على أهل البحرين فهي «بحراني». غير ان هذه الصفة أخذت معنى آخر بعد ادخال الاصلاحات الإدارية في العشرينات وكتابة القوانين المدنية في الخمسينات من القرن العشرين. فقبل تلك الفترة، كان كل من استوطن البحرين الكبرى (الأحساء والقطيف والبحرين حالياً) وأصبح من أهل البحرين يطلق عليه «بحراني». أما بعد الاصلاحات الإدارية في 1926، فقد اعتبر البعض صفة «بحراني» تختص بالشيعة العرب سكان البحرين الأصليين (البحارنة)، ولهذا استحدثت صفة «بحريني» كصفة بديلة رغم الشك في صحتها من الناحية اللغوية.
يقول حمزة الحسن (1993) «ان الشيعة يسمون بالبحارنة، وهي لفظة يطلقها الطائفيون للسخرية والانتقاص... ومفرد البحارنة بحراني، وهي صيغة عربية صحيحة للانتساب، فكل من سكن البحرين (الأحساء والقطيف والبحرين حاليا) فهو بحراني، ولأن كل البحارنة تقريباً من الشيعة، لذلك أصبحت الكلمة مرادفة في المعنى للشيعي فالبحراني تعني الشيعي وتعني ساكن المنطقة الأصلي».
مجتمع البحرين الحديث قبل موجة التجنيس
ان المجتمع البحريني قبل موجة التجنيس الاخيرة يتكون من مايأتي:
1 - العائلة الحاكمة (آل خليفة) التي قدمت الى البحرين العام 1783م، وهي من القبائل السنية من اتباع المذهب المالكي.
2 - السنة من أصل أفريقي: وهؤلاء كانوا ضمن تجارة العبيد غير الانسانية، وتم عتقهم لاحقا.
3 - السنة العرب: وهؤلاء تعود أصولهم الى الجزيرة العربية، واستقروا في البحرين على فترات مختلفة خلال القرون الماضية. ويقول الرميحي (1976) ان هذه المجموعات تنتمي لقبائل معروفة وترتبط مع بعضها برباط القرابة، ودخلوا البحرين مع حكم آل خليفة ويمثلون في مجموعهم الطبقة العليا التقليدية، أو تلك التي جاءت بعد ذلك من شرق الجزيرة العربية وترتبط مع القبائل الأولى برباط النسب أو القربى. وعلى رأس هذه القبائل قي البحرين الجلاهمة والفاضل وآل بن علي والسادة والسودان وآل بو رميح وآل بوعينين والدواسر والمنانعة وآل بوكوارة وآل مسلم وآل نعيم. وقد كان نفوذ هذه القبائل يقوم على دعامتين، الأولى سياسية والثانية اقتصادية. الدعامة السياسية ترجع الى حقيقة ان هؤلاء يرتبطون ببعضهم الآخر عن طريق التزاوج كما انهم على اتصال مباشر بالعائلة الحاكمة. الدعامة الاقتصادية أساسها أن هذه القبائل ملكت النشاط الاقتصادي التقليدي وهو الغوص على اللؤلؤ وبالتالي الأراضي والبساتين الكثيرة - وقد وهبت لبعض تلك القبائل والنافذين فيها. هاتان الركيزتان السياسية والاقتصادية قد أتاحتا لتلك القبائل أن تكون الطبقة العليا في المجتمع التقليدي وبخاصة خلال القرن التاسع عشر وربما الثلث الأول من القرن العشرين. وهناك أيضاً بعض العوائل النجدية التجارية التي استقرت في البحرين ومنها القصيبي والعصيمي والزامل والعجاجي وغيرهم.
4 - الهولة: وهؤلاء هم مجموعة القبائل السنية ذات أصول عربية هاجرت الى إيران ثم عادت مرة أخرى الى الساحل العربي من الخليج. ويذكر الرميحي (1976) ان هذه المجموعات لا ترتبط مع بعضها برباط القرابة، وهؤلاء يسمون بـ (الهولة) والذين كانوا في وقت ما أكثر ترابطا من حيث صلة القرابة، إذ حكموا جزر البحرين -على فترات تمتد نحو عشرين سنة في مطلع القرن الثامن عشر - قبل مجيء آل خليفة. هؤلاء «الهولة» هم في الحقيقة أولئك العرب الذين نزحوا الى الشاطئ الشرقي للخليج واستقروا هناك مدة طويلة من الزمن، اكتسبوا فيها كثيرا من العادات الفارسية في المأكل والملبس وطرق البناء الا انهم لم يتشيعوا حيث حافظوا على سنيتهم، وكانت مراكزهم هي لنجة، بندر عباس وبو شهر وغيرها، وثم رجعوا مرة أخرى خلال القرن السابع عشر الى الشاطئ العربي للخليج. هؤلاء هم نواة ما يمكن ان نطلق عليه تجاوزا الطبقة الوسطى في البحرين حاليا، ولطول بقاء هذه الفئة على الساحل الشرقي للخليج فان العصبية القبلية بينهم قد خفت، وهم من اتباع المذهب الشافعي. وبعد سيطرة آل خليفة وحلفائهم على البحرين، أصبح الهولة يشكلون عائلات ممتدة أكثر من كونهم فخوذ قبائل. وحيث ان موقعهم الاقتصادي، فان التناقض لم يكن حادا بينهم وبين الحاكمين، فظلوا يزاولون تجارتهم بحرية. وكونهم سكان المدينة فقد استفادوا كثيراً من فرص التعليم التي أتيحت بعد الحرب الأولى. أما في التجارة فهناك عائلات مثل يتيم، كانو، المؤيد، فخرو، الوزان، وغيرهم يشكلون كبرى المجموعات التجارية (الهولية) في البحرين.
5 - مجموعات سنية مختلطة، وبحسب الرميحي (1976) فهم يسمون «بنو خضير» و «بياسر» وهم في الغالب عرب سنة ينتمون الى عائلات غير معروفة الأصل في المجتمع الذي يعيشون فيه. في حالة «بني خضير» و«البياسر» فانها مصطلحات كثيرا ما تعني الدونية، ولذلك فمن العسير أن تجد عائلات تقبل أن توصف بهذه الأوصاف
.6 - البحارنة: وهؤلاء هم الشيعة العرب (اتباع المذهب الجعفري) وهم سكان البحرين الأصليون المنتسبون للقبائل العربية المذكورة أعلاه.
7
العجم: وهم الشيعة (اتباع المذهب الجعفري) من أصل فارسي الذين استقروا في البحرين خلال العقود المنصرمة، وأصبحوا جزءا من المجتمع البحريني الحديث، وتذكر مي آل خليفة (1996م) ان هناك «أقلية من الشيعة الايرانيين النازحين اليها أثناء الغزو الايراني ومنهم طبقة برجوازية من التجار ذوي النفوذ»، و يشير اليهم أدميات (مؤلف ايراني) قائلا «ان السكان الشيعة الايرانيين كانوا يكونون الطبقة البرجوازية لسكان الجزيرة».
8 - هناك مجموعات صغيرة أخرى من المسيحيين واليهود والهنود (البونيان) وغيرهم الذين استوطنوا البحرين خلال القرن العشرين. كما ان هناك مجموعات من العرب الذين خدموا البحرين باخلاص مشهود أثناء نهضتها في القرن العشرين، وأصبحوا جزءً من المجتمع البحريني، ولم يكونوا يوماً عبئاً على أحد.ان التشكيلة البحرينية (قبل التجنيس العشوائي) مثلت انموذجاً للمجتمع المختلط والمتسامح، اذ انه وعلى رغم المشكلات التي مرت بها البحرين الا ان جميع مكونات المجتمع استطاعت ان تتخطى الازمات الواحدة بعد الاخرى، وتعتبر المكونات المذكورة اعلاه شريكة في صنع تاريخ البحرين الحديث، ومالدينا نتاج لذلك التنوع الحضاري الذي أعطى المعنى الأعمق لطيبة أهل البحرين، وأملنا ان لاتكون الفئات المستجدة من خلال التجنيس العشوائي مدخلاً لتخريب هذا النسيج التاريخي العظيم.
الوصلة
:http://www.alwasatnews.com/newspager_pages/print_art.aspx?news_id=107768&news_type=010