Saturday, June 07, 2008

مليارا دينار قيمة الرمل البحري المسروق..وما خفي أعظم

في مملكة "صنع الفاسدين والسارقين".. حاميها حراميها
2000 مليون (مليارا) دينار قيمة الرمل البحري المسروق..وما خفي أعظم

عبدالجليل السنكيس
6 يونيو 2008م

"كشفت لجنة التحقيق البرلمانية بشأن التجاوزات الواقعة على البحر والسواحل بفعل الردم »الدفان« بالمناطق البحرية بمملكة البحرين بأن قيمة الرمل البحري الذي تأخذه الشركات التي تقيم مشاريع ضخمة من خلال عمليات الدفان، ويعطى لها بالمجان ودون مقابل يبلغ ملياري دينار. وأكدت اللجنة أن هذا المبلغ كبير وضخم، وكان من المفترض أن يدخل في ميزانية الدولة، ويتم استثمار هذا الرمل بدلاً من إعطاءه بالمجان دون حساب." الأيام- 6 يونيو 2008م[1]

نشر الخبر أعلاه في كل جرائد اليوم، ولم أكن مستغرباً من هذا الأمر، ولم أعتبره اكتشافاً جديداً، بل تدليلا آخر على توجه حثيث لبرنامج متواصل عبرت عنه في مقال سابق بـ"خصخصة البحرين" والتعامل مع أراضيها وجزرها وبحارها، وحتى شعبها الأصيل- شيعة وسنة- على أساس غنائم، ولابد من تدويل استثماراتها لتعود لجيوب خاصة، وخاصة جداً.

أشرنا في عرض سابق باستخدام الباور بوينت[2] عن وجود مشاريع ضخمة (عددها يتجاوز العشرة) تصل ميزانيتها المعلنة 12 مليار دولار (أي ما يعادل 5 مليار دينار بحريني يساوي5000.000.000 دينار)، وتقام على أراضي بحرينية (جلها مردومة في البحر، واستعمل الرمل البحري لتكوينها) مساحتها تتجاوز 40 كيلومتر مربع (أكثر من مرتين من مساحة جزير المحرق)، وتستعمل التسهيلات الرسمية والبنكية. من هذه المشاريع الضخمة :

1- مشروع جزر أمواج – برعاية الشيخ سلمان بن حمد- على مساحة تقدر بـ2,8مليون متر مربع، ميزانيته 567 مليون دينار
2- مشروع توسيز- برعاية الشيخ سلمان بن حمد- على مساحة قدرها 11 مليون متر مربع، ميزانيته 1134 مليون دينار
3- مشروع رفاع فيوز- برعاية الشيخ سلمان بن حمد- على مساحة تتجاوز مليونين متر مربع بتكلفة 114 مليون دينار
4- مشروع خليج البحرين- برعاية الشيخ سلمان بن حمد- على مساحة تعادل 1.1 مليون متر مربع وبتكلفة مليار دينار
5- مشروع العرين وتوابعه- برعاية الشيخ خليفة بن سلمان- على مساحة قدرها مليونين متر مربع وبتكلفة 227 مليون دينار
6- مشروع ريف اللولو- برعاية الشيخ خليفة بن سلمان- على مساحة قدرها 563 ألف متر مربع وبتكلفة 280 مليون دينار
7- مشروع أبراج الؤلؤ- برعاية الشيخ خليفة بن سلمان- على مساحة قدرها 19الف متر مربع بتكلفة 95 مليون دينار
8- مركز البحرين المالي-- برعاية الشيخ خليفة بن سلمان- على مساحة قدرها 400 ألف متر مربع بتكلفة 567مليون دينار
9- درة البحرين- برعاية الشيخ ناصر بن حمد وأخوانه- على مساحة تعادل 20 كيلومتر مربع - بتكلفة 378 مليون دينار
10- مركز البحرين العالمي التجاري- برعاية الشيخ حمد بن عيسى- على مساحة تقدر بـ17 ألف متر مربع بقيمة 30 مليون دينار
11- مشروع سلام الشاطئ وسبأ البحرين- برعاية الشيخ حمد بن عيسى- على مساحة قدرها 500 ألف متر مربع وبتكلفة 200مليون دينار

تظهر ملكية هذه المشاريع في الأوراق الرسمية بمسميات مختلفة وبشركات عدة، وبتمويل بنوك عدة. من البنوك الأساسية التي دخلت (مولت) هذه المشاريع بنك التمويل الكويتي ( مشاريع الشيخ حمد وأولاده من ضرة الشيخ سبيكة)، بنك آركابيتا (مشاريع الشيخ سلمان بن حمد) وبنك التمويل الخليجي (مشاريع الشيخ خليفة).

طبعاً، لا نتحدث أيضا عن المدينة الشمالية المسلوبة، ولا الجزر الأصطناعية الأخرى على طريق جسر قطر-البحرين، فتلك لها قصص أخرى. هذه بعض المشاريع الضخمة التي قامت على تراب البحرين، ومن أموال البحرين (أموال النفط والعقار أساساً)، ولكنها ليست لمنفعة البحرينيين الذين يئسوا – وخصوصاً الشباب- من الحصول على قطعة أرض يستطيعون بناءها أوبيت لائق يملكونها ويوفر لهم العيش الكريم. من جانب آخر، وفوق كون هذه المشاريع (رأس مالها، الأراضي التي بنيت عليها، الرمال التي صنعت منها،..) كلها من البحرين، ريعها المليوني يعود لعدد محدود، بينما يعيش أغلب البحرينيين (أكثر من نصف شعب البحرين) تحت مستوى الفقر. وفوق كل ذلك، المشاريع المشار إليها آنفاً، وهناك المزيد، هي مشاريع عقارية بشكل أساسي، ولكنها مخصصة، ولا يستطيع تحمل تكلفة شراءها، بحسب متوسط الدخل، بل هي خصصت لغير المواطنين البحرينيين. فطبقاً لأحكام المرسوم بقانون رقم 2 لسنة 2001م (بشأن تملك غير البحرينيين للعقارات المبنية والأراضي) في المناطق التي حددها قرار مجلس الوزراء رقم 5 لسنة 2001م وقرار رقم 43 لسنة 2003م - الصادر بتاريخ11 أغسطس 2003م، يجوز للأجانب (غير البحرينيين) شراء الأراضي والعقارات المبنية. وعليه تعتير المشاريع أعلاه هي مستوطنات "رسمية" لغير البحرينين ينعمون فيها بهواء، وماء وأرض وخير البحرين، بينما يذوق البحرينيين الأصليين (شيعة وسنة)، الأمرين. وأدلل على ذلك حرمة هذه المناطق على البحرينيين، ومن يريد أن يتثبت من كلامي، عليه أن يأخذ أهله وعائلته ليزور تلك المناطق. لو أنه "أشقر" أو مع شقراوات (كسائقي الأجرة)، سوف يطلب منه أن يترك بطاقته السكانية عند حراس بوابات تلك المشاريع "الخاصة" بعد أن يسأل عن سبب الزيارة. لا يكفي أن أن تقول بأنك بحريني، وتود أن ترى جزءاً من بلادك، هو حلم لك، ويتمتع به غيرك من الزوار الأجانب.
أليس في ذلك مصدراً للاحتقان، والقهر والغضب، خصوصاً لدى الشباب الذي فقد الأمل في المستقبل بسبب السياسة وراءه هذه "المشاريع الضخمة"؟ وكيف يظن المسئول عن حماية ثروات هذه الأرض أن يكون شعور الشباب البحريني تجاهه، خصوصاً بعد أن يتحول ذلك المسئول من حاميها الى حراميها؟


[1] http://www.alayam.com/ArticleDetail.asp?CategoryId=17&ArticleId=334758
[2] http://alsingace.blogspot.com/2007/12/blog-post_1243.html