Saturday, July 19, 2008

ضربوا النساء واغتالوا الحمية

ضربوا النساء واغتالوا الحمية
بقلم: معاذ المشاري
18 يوليو 2008

ان كان ضرب النساء في الشوارع بالغازات المسيلة للدموع يحدث نهاراً جهاراً وسط تصفيق أدوات النظام ، فما هو المانع من تعذيب المتهمين سراً في السجون والتنكيل بهم والنيل من كرامتهم؟ وماذا بقي من أخلاق العروبة عندما تروج السلطة لثقافة الوهم والكذب بالادعاء زوراً وبهتاناً أن لا وجود للتعذيب في السجون البحرينية ، وأن جميع اجراءات التوقيف ومداهمات البيوت والتحقيق "والتعذيب" والاحالة الى المحاكم تتم وفق القانون.
أي قانون هذا الذي يبرر قمع النساء والأطفال في الشوارع عن طريق قوات أمن لا يجيد بعض أفرادها نطق جملة عربية صحيحة ، فمهما كانت الأسباب والدوافع ومهما تنوعت الظروف والملابسات ، فلا يمكن لأي فرد وان تنكر لقيود الشرف وآداب الفضيلة أن يبرر لقوات الأمن جواز التلذذ بقمع المواطنين بحجة المحافظة على الأمن والاستقرار ، وأي أمن يهدده طفل بريء وزوجة تنثر مدامعها على اسفلت الشوارع بانتظار زوجها السجين.
ان كانت السلطة جادة للسؤال والمحاسبة فنستطيع حينئذ احصاء ذلك الكم الهائل من التخريب الذي تمارسة الحكومة بحق الوطن ، فان كان الدستور قد حفظ الملك بعيداً عن تحمل المسئولية السياسية في هذه الدولة ، فان منطق الحق والقانون يلقي بتبعات هذه المسئولية على عاتق رئيس مجلس الوزراء بصفته الرجل الثاني في السلطة التنفيذية بعد الملك ، وما نود التنبيه عليه أن الخطابات والتصريحات اليومية والأسبوعية بشأن حياد القضاء والتزام السلطات الأمنية بأحكام القانون لم تعد مجدية ، بل أن التأكيد والتكرار المتبادل لأطراف الحديث يؤكد على خلافه ، ويشير الى هشاشة الاعلام المحلي وأدواته وعجزهما عن الترويج لثقافة الوهم.
يجب الاصرار على تقديم الضباط المسئولين عن قمع النساء والأطفال من ذوي السجناء الى محاكمة عاجلة ، وندعو رئيس المحكمة الكبرى الجنائية الى التأمل في الصور المنتشرة والدالة على استخدام العنف المفرط من جانب قوات الأمن ، فهي صور مؤلمة وغير مفتعلة وغريبة عن صفات وسجايا شعب البحرين