Thursday, August 14, 2008

فضيحتنا في أولمبياد بكين

فضيحتنا في أولمبياد بكين!


قاسم حسين
قاسم حسين

آخر العهد بالرياضة على أيام المدرسة الثانوية نهاية السبعينيات، ومجلة المرحوم عبدالرحمن عاشير «الرياضة»، وحسن زليخ وسلمان شريدة وفؤاد بوشقر وخليل شويعر... تلك كانت الفترة الذهبية للرياضة البحرينية، أما اليوم فإن ما نسمعه عمّا يجري بالمجال الرياضي يعتبر فضيحةً كبيرةً.

شخصياً... لست من المتابعين للرياضة، وتكفيني منها مشاهدة لقطات الأهداف في نهاية نشرات الأخبار، ولكن الرياضة تقتحم عليك خلوتك أحياناً، كما حدث أمس حين نشرت وكالة الأنباء الألمانية تصريحاً لرئيس بعثة البحرين بأولمبياد بكين يدافع فيه عن التجنيس ويعتبره مفخرةً وطنيةً كبرى!

الـ «د ب أ» أجرت مقابلة خاصة مع رئيس البعثة البحرينية عبدالرحمن عسكر، يقول فيها وبالحرف الواحد: «إن البحرين لم تجنّس أي بطل رياضي جاهز له تاريخ مع المسابقات أو البطولات الرياضية، وإنما انتقت المواهب المغمورة ووضعت لها برامج مكثفة تحت إشراف مدرّبين عالميين لتجعل منهم أبطالاً رياضيين، دون أن يكون لهم تاريخ سابق»!

هذا الكلام الخطير لا يمكن للمرء أن يصدّقه؛ لأنه فضيحةٌ تكشف التخبّط في مجال العمل الرياضي، ولو كان لدينا نواب فاعلون لطلبوا استجوابه في أقرب فرصة، واستجواب من يقفون معه في خندق التجنيس الرياضي. ففي الوقت الذي يعاني الشباب من الضياع وغياب البرامج وضعف الاهتمام بالمواهب، نرى هؤلاء يستوردون «المغمورين» من بلاد أخرى وتدريبهم ليكونوا أبطالاً عالميين! هل هناك دولةٌ في العالم كله... تصنع ما نصنعه في مجال التجنيس الرياضي وغير الرياضي؟

والأخطر أن عسكر يقول إن «المسئولين عن الرياضة البحرينية يفتخرون بحسن اختيارهم لتلك المواهب وتوفير الفرص لهم من أجل التألق»! وهل في ذلك مجالٌ للفخر؟ أليس الفخر باستخراج مواهب بلادك وأبناء ديرتك بدل استيراد أبناء البلدان الفقيرة الأخرى في قارة إفريقيا وتصنع منهم أبطالاً؟ ما هذه السياسة؟ وإذا كان لديكم هذه الخطة الاستثمارية البعيدة فلماذا لا تبدأون بالتقاط المواهب المغمورة في أزقة المحرق والسنابس والبديع وسترة؟

ما عرفته من القسم الرياضي أن الوفد البحريني يتكون من 12 فرداً، ليس من بينهم غير اثنين من البحرينيين البحرينيين، أي أن تسعة بحرينيين (جدداً) هم الذين يمثّلون بلدنا في بكين، وغالبيتهم لا يعرفون اللغة العربية أصلاً. والبحرين على رغم عدم تحقيقها الكثير من البطولات، فإن شعبها لم يعقم عن إنجاب فرق كاملة في مختلف الألعاب الجماعية، ومنذ عدة عقود. فما الذي يدعو لانتهاج سياسة تجنيس وكأننا شعب عقيم؟

هذه السياسة غير المسئولة لها كلفتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ففي الوقت الذي ينادي الكثيرون باحتضان الشباب ضمن برامج تستوعب طاقاتهم بطرق آمنة ومفيدة للمجتمع وللوطن، فإن هناك من يتفاخر بجلب مواهب مغمورة ويستورد لهم مدربين عالميين، ويدخلهم معسكرات تدريب في ألمانيا وجنوب إفريقيا، كلها من موازنة الدولة، على حين هناك من هو أحقّ وأولى بها من أبناء البلد. فهل هذه سياسة بالله عليكم؟ هل هذا تخطيط؟ ولمصلحة من؟

الأسماء التي يتفاخر بها عسكر، عندما سألت الزملاء بالقسم الرياضي، تبيّن أن غالبيتها لمجنّسين جدد، آخرهم تم إلحاقه على عجلٍ بالبعثة قبل بضعة أيام فقط، ولم يتسنّ الوقت لتغيير اسمه الأجنبي إلى اسم عربي كما حدث مع جوهر الكيني (واسمه الحقيقي ليونارد موشيرو) الذي ورّط رعاة التجنيس بزيارة «إسرائيل»!

الوصلة:
http://www.alwasatnews.com/news/print_art.aspx?news_id=780959&print=true