Friday, September 05, 2008

قصيدة:إلى أحرَارِ كَرْزَكَانِ القابعِين في السجُون

يَا أيُّهَا الحُرُّ انهَضْ
بقلم : علي عبد الوهاب البقالي

انهَضْ سَتشرِقُ مِنْ عَليَائِكَ الشُّهُبُ
تفدِيكَ بِالنفسِ أمٌّ حُرَّةٌ وَأبُ
انهَضْ فلا القيدُ يَلوِيْ عَزْمَ سَاعِدِنا
وَلا الرَّصَاصُ وَلا الدَّعْوَى وَلا الشغبُ
وَلا الصَّحَافةُ مِنْ صَفرَاءَ ضَاحِكةٍعَلى الذُّقُونِ
وَمَا تهذي بِهِ كذِبُ
وَلا تخَارِيفُ أقلامٍ مُؤَجَّرَةٍ
تُطيحُ بِالرَّأسِ حَتَّى يُقطعَ الذنبُ
وَألسُنُ الفِتنةِ النَّكرَاءِ مُزبِدَةٌ
يَسِيلُ مِنْ شَفتيهَا المَالُ وَالذهَبُ
وَأنتَ رَايَتكَ الشَّمّاءُ شامِخَةٌ
عَلى الطُغاةِ فلا هَمٌّ وَلا تعَبُ
انهَضْ فإنَّكَ حُرٌّ رُغْمَ مَا اعتقلُوا
فِي الثائِرِينَ وَمَا أخفُوا وَمَا نَهَبُ
واوَرُغْمَ مَا زَوَّرُوا التَّارِيخَ وَانتزَعُوا
وَرُغْمَ مَا غَيَّرُوا فِي الشَّعْبِ وَاسْتلبُوا
وَرُغْم مَا أحْرَقوا شَعْبَاً بِأكمَلِهِ
وَاسْتبْدَلُوهُ وَظَنُّوا أنَّهَمْ غَلَبُوا
انهَضْ فإنَّكَ حُرٌّ وَالرُّؤى بِدَمِي
وَالقَيْدُ فِي مِعْصَمَيْكَ اليَوْمَ يَنْتحِبُ
أطلقْ يَدَيكَ فَحُرٌّ أنتَ لو عَلِمُوا
وَهُمْ عَبيدُ بنِي أسْيَادِهِمْ شَغَبُ
وَنَحْنُ نَعْلَمُ أنَّ (الجِيْبَ) فَبْرَكةٌ
وَأنَّ مَنْ حَاكَ فَصْلَيْهَا هُوَ السَبَبُ
وَأنَّ مَنْ مَزَّقَ القَانُونَ مُتّهَمٌ
وَنَدَّعِي أنَّهُ للأمْنِ مُنتسِبُ
كُلُّ الدَّلائِلِ تَرْوِي أنَّهَا فِئةٌ
تآمَرَتْ وَعَلى شُبَّانِنَا انقلبُوا
وَالمَسْرَحِيَاتُ مِثلَ الشمْسِ وَاضِحَةٌ
وَإنْ تَخَفَّتْ وَكانَتْ دُونَهَا حُجُبُ
انهَضْ سَتشرِقُ مِنْ عَليَائِكَ الشُّهُبُ
تفدِيكَ بِالنفسِ أمٌّ حُرَّةٌ وَأبُ
يَفدِيكَ هَذا الشبَابُ الغَضُّ مُنتفِضَاً
وَفِي ثنَايَا أعَالِي صَدْرِهِ لَهَبُ
وَأنْتَ رَايَتُكَ الشّمّاءُ شَامِخَةٌ
وَهُمْ إلى الخِزْيِّ مِنْ أعْمَالِهِمْ ذَهَبُوا