Friday, September 05, 2008

المواطن المظلوم


المواطن المظلوم
أكتب عن المواطن المظلوم لكي ننصر الحق ونحن في بدايات الشهر الفضيل شهر النور والحق أعاده الله عليكم وعلى جميع المسلمين بالخير
والسلام.
* أسرة بحرينية صغيرة مكونة من الزوج والزوجة وطفل، تعمل الزوجة في مؤسسة تابعة للحرس الوطني التي توفر لهم شقة يسكنون بها، وفجأة وفي يوم لم يخطر على البال جاءهم نبأ يفيد بضرورة إخلاء شقتهم في الحال، فهرعوا لمعرفة السبب، فإذا بهم أمام إنذار آخر بترك الشقة، فقاموا بعدة محاولات لكي تتراجع الجهة المعنية عن قرارها، إلا أن الأمر صدر بإخلاء جميع الشقق في المبنى من جميع الأسر البحرينية وإحلال الإخوة العرب والأجانب المجنسين من العاملين الجدد بالمؤسسة بدلا منهم، هنا شعر البحرينيون بالظلم والغبن، فذهبوا شاكين حالهم إلى المسئولين، فقيل لهم إنكم بحرينيون ولديكم أهل في بلادكم ويمكنكم أن تلجأوا إليهم، لكن هؤلاء
الغرباء مساكين، وهم يأتون للخدمة هنا ولا أقارب لديهم، ونحن مضطرون إلى اتخاذ هذا الإجراء، لكننا سنعوضكم مائة دينار عن الشقة لكي تجدوا بديلا لها، ضحك المظلومون بغصة الألم وقالوا: كيف يمكن أن نجد شقة بذلك المبلغ للإيجار في هذا الزمن الأغبر؟ ثم لماذا لا تعطون هذا المبلغ لمن تريدونه أن يحل مكاننا لكي يبحث له عن سكن يناسبه بهذا المبلغ؟
* يحق للإخوة الأجانب والعرب في أغلب الدول العربية والأجنبية شراء وتملك العقارات، إلا أن هذا الحق مشروط بضوابط وشروط دقيقة محددة، مثل اقتصارها على مناطق محددة في البلاد، فليس من حق الأجنبي استملاك أي بقعة فيها، والحالة التي بين يدي عن أسرة بحرينية شيدت بعرق جبينها بيت العمر في مدينة سار، وضعت طوبة على طوبة واختارت أصغر التفاصيل ليتلاءم هذا البيت مع احتياجات الأبناء والوالدين، وفجأة وفي غمضة عين فتحوا أعينهم ذات صباح فإذا بجيرانهم من الإخوة الخليجيين الذين يجلبون عائلتهم من بلادهم مرة في الشهر ويستغلون بقية أيام السنة في (الوناسة) والأسرة حالها كحال اغلب الأسر البحرينية متدينة من دون تطرف أو تعصب وتحب أن تربي أبناءها على الفضيلة والقيم الأخلاقية السليمة، فصعب على الأهل أن يصحو أولادهم كل صباح وهم متوجهون إلى المدرسة ليروا مناظر لا تسر الخاطر، وكثيرا ما يصحو الأطفال الساعة الثانية صباحا على أصوات الموسيقى العالية المنبعثة من جيرانهم الجدد، فقدمت الأسرة الشكوى تلو الشكوى إلى الجهات المعنية ولكن لا من مجيب، سنتان وهم على هذا المنوال، وللأسف بدلا من أن تنصف الجهة المعنية شكواهم وجدوا أنهم في السنة الثانية يجاورهم مالك خليجي آخر من نفس الجنسية ويمارس السلوك نفسه، وبعد حين مالك آخر، وهكذا ظلوا على هذا الحال يوميا حتى فاض بهم الكيل، والمثل يقول: الجار قبل الدار، فما كان منهم إلا أن اضطروا إلى بيع بيت العمر الذي بنوه بيدهم بأقل من سعره الحقيقي لكي يخلصوا من هذه المعاناة اليومية واشتروا بيتا لا تسع غرفه عدد أفراد الأسرة، هربا من تلك المنطقة إلى منطقة أخرى بسعر أعلى ومساحة اقل، فأين العدل؟ وأين القانون؟
* أسرة صغيرة مكونة من أم وأب وابنة يعمل كلا الوالدين، وابنتهما يؤمنانها في الروضة، راتب الزوج 500 دينار وراتب الزوجة 400 دينار، لكنهم يعيشون في شقة بالإيجار، وكما يعرف الجميع اصغر شقة أصبح إيجارها 350 دينارا، ويدفعون للروضة 100 دينار وللكهرباء والهاتف والماء 150 دينارا، فماذا تبقى من الدخل؟ 100 دينار لمصاريف المأكل والملبس والدواء والمواصلات، فهل يعقل ذلك؟ والجميع يعرف ماذا يعني المأكل، أي أنك تدخل البقالة أو السوبر ماركت لتشتري حاجيات بسيطة فإذا بك تدفع كل زيارة 20 دينارا، ولا تخرج من الصيدلية إلا وقد دفعت ما لا يقل عن 10 دنانير، وخذوا على هذه الحال آلاف الأسر التي تعيش حال الكفاف، وتخيلوا معي أنها أسرة صغيرة جدا وكلا الوالدين يعملان ولديهما راتب ثابت، فماذا عن وضع الأسر التي لا يعمل فيها إلا احد الزوجين؟ أو الذي يكون العائل الوحيد عاطلا عن العمل أو يكون متقاعدا أو عاجزا؟ وماذا عن حال الأسر التي لديها طفلان أو أكثر؟ بالتأكيد يصيحون من الويل.. ونحن على أبواب المدارس والشهر الفضيل والأعياد، ويا ستار استر ويا معين أعن.