Thursday, January 15, 2009

“إذلف" يا وزير الإرهاب

إذلف" يا وزير الإرهاب

متى تتوقف وزارة الكذب وانتهاك الحرمات عن إرهاب ابناء الشعب؟

عبدالجليل السنكيس

13 يناير 2009م

لم أكن أريد أن أوجه حديث لأي وزير بشكل مباشر، كون الوزراء أدوات يتم توجيههم من قبل – الدوواين- ومواقع لا تمثل إرادة الشعب واختياره. ولكن ما قامت به مرتزقة وزير الإرهاب يوم أمس من اعتداء وضرب على النساء العزل والشباب الصغار، وبعضهم معوق، وعلى المتواجدين من مصورين ومراقبين، وعلى المعتقلين من شباب كرزكان، كل ذلك تطلب أن نوجه رسالة، ونحن على يقين أنها ستصل.

(انظر الصورة http://www12.0zz0.com/2009/01/13/07/411566254.jpg)


فمن سوء حظ هذا الوزير الأرعن بأن الاعتداء لم يقع في أزقة السنابس، أو "زرانيق" كرزكان أو شوارع سترة، حيث لم يكن من السهل تصويره واخراجه للعلن. ولم يكن ذات الأمر ليلاً، حيث يستر عليه القدر، ولكن هذه المرة، كان الإعتداءات الهمجية في المنطقة الدبلوماسية بالعاصمة، وفي وضح النهار وعلى مرأى من الجميع. لم يكن ليصدر بيان من أصحاب الضمائر الميتة ليشجبوا اعتداء المواطنين العزل على "قوات حفظ الأمن والسلام". لقد فضح الله هذا الوزير السيء وأجهزته القمعية حتى لا يكذب هو ومن يسير نحوه بأن ما حدث "قير صحيح".

فلم يكن ما حدث أمس الحادثة الأولى التي يعتدي فيه أولئك المرتزقة الأجانب على المواطنين العزل. فقبل أقل من شهر، اعتدت القوات الخاصة على جموع المشاركين في مسيرة غزة بتاريخ 19 ديسمبر الماضي، ولم يميزوا بين شاب وعجوز، وبين طفل وكبير وبين رجل وأمرأة. لقد تم تشريب أولئك الحيوانات المفترسة كراهية أبناء الشعب الأصيل بحيث إنهم يهجموا عليهم كلما جاءتهم الإشارة للقيام بذلك. وهي – أي أولئك الكواسر البشرية القادمة من بوادي سوريا والأردن وبلوشستان- على اطمئنان بأن ما تقوم به من وحشية واعتداء سوف يلقى المباركة من والدفاع المستميت من وزير الإرهاب. فدائما هم على صواب وإن الطفل الصغير، والمرأة العجوز، والشاب الأعزل، هم المعتدون على "رجال الأمن" الذين من حقهم الدفاع عن أنفسهم من اعتداء أبناء الشعب.

إن جرد لما قامت به قوات وزارة الإرهاب في القرى والمدن من فساد وتخريب، واعتداء على أبناء الشعب، كفيل بتكوين ملفات عدة. فلقد كثرت الشكاوى التي لم تكن بعض الصحف لتستطيع إلا أن تظهرها للعلن.

ولم يكن إعتداء أولئك المرتزقة على الصحافيين هو الأول من نوعه، فيوم أمس اعتدوا بالضرب، وقبلها اعتدوا بالشتم والقذف، حينما قام أحد أفراد كواسر الداخلية بسب الصحفي وقال له:"إدلف يا كلب". فأي تربية هذه الذي يتربى عليه أولئك المرتزقة وهو يتدربون في معسكرات التدريب التابعة لوزارة الإرهاب.

لقد تجاهلت وزارة الإرهاب ووزيرها الطائش كل ما يقوله المواطنون، بالدليل والبرهان، عما يصدر على أيدي أجهزته من تجاوزت. وحين يقابل ذلك الوزير كل تلك الشكاوى والتقارير التي تنقل بالصوت والصورة وشهادات ضحايا عنف وإرهاب أذنابه، بأن يكون هو المحامي والمدافع، بل والمبرر لما يقومون به، فحينها لايمكن السكوت عن تلك الوزارة وذلك المسئول.

ونذكر ذلك العسكري وغيره من المسئولين بأنهم في مواقعهم "من المفترض" أن يقدموا الخدمات للمواطنين، وليس العكس، وأنهم مساءلون ومحاسبون أمام الناس، وليس العكس، وأن رجل الأمن عندما يتعامل مع المواطن، عليه أن يفترض أن المواطن هو رئيسه وهو سيده، وليس العكس. وأن عليه أن يعمل على أن يحوز رضاه، لا أن يتكبر عليه، ويستعمل الغطاء الذي منحه أياه منطق القوة لأن "يتفلسف" ويتكبر ويتعالى على المواطن- مهما كان موقعه ومقامه- ويكذبه ويحتقره ويستصغر شأنه.

فوزارة الكذب لا تستعمل الغاز الكيمياوي الخانق، ولكنه غاز "صحي" ينظف الجهاز التنفسي كالفلفل أحمر!! وكلنا يذكر "فاطمة" ذات التسع سنوات من سترة يوم أن سقطت بسبب استنشاق غاز وزارة الإرهاب وكادت أن تموت بسبب ذلك، وغيرها من قرى السنابس والديه والمالكية وكرزكان والعقاب الجماعي ورمي قنينات ذلك الغاز الكيماوي ليلا على بيوت الأمنين وكبار السن الذين ليس لهم من أحد، يعنيهم إلا الله سبحانه وتعالي.

كما إن وزارة التعذيب لاتستعمل الرصاص المطاطي- عن قرب وبعد- الذي ضاح ضحيته العشرات بل المئات من أبناء الشعب، بين صغير وكبير، أو رجل أو أمرأة. فنتذكر كيف أصيب الطفل ذي الخمس سنوات – كميل ابن الناشط المظلوم المسجون ميثم الشيخ- بالرصاص المطاطي على رجله وهو يسير مع أمه في مسيرة نسوية في الصيف الماضي، عندما حكم على أبيه وباقي النشطاء. وجميعنا يتذكر تلك الصورة المروعة للعجوز الستينية التي خرجت من مأتم النساء لتستقبل الرصاصة على أنفها، عندما هجم رعاع الداخلية على فريق المخارقة وضربوا بالرصاص المطاطي على كل ما يتحرك وثابت في ذلك المكان. وقبلها كان الأعتداء على الصبي أحمد عقيل الجمري ذي الثلاثة عشر ربيعاً أمام منزله في السنابس، حيث تحاوطته الجلاوزة الضارية بالضرب والركل في جميع أنحاء جسمه الى أن فقد وعيه.

وأما انتهاك حرمة البيوت والأمنين، ففي قصص الذين تم الهجوم عليهم بقصد الإعتقال، فحدث ولا حرج. فيتم ضرب الشباب وكبيري السن، وسرقة أي أموال أو ممتلكات تقع تحت أيديهم (قامت قوات الإرهاب بسرقة اللاب توب لعائلة الشاب المظلوم محمد مكي من معتقلي كرزكان يوم هجموا عليه في وقت الفجر، كما سرقوا حوالي 400 دينار من منزل الحاج محمد حبيب- والد كل من علي وحبيب المعتقلين في قضيتي كرزكان، حين هجموا على المنزل في أبريل الماضي بقصد اعتقال الشباب، كما تم سرقة هواتف نقالة من منزل والد محمد السنكيس يوم أن هجموا عليه يوم العيد بتاريخ 21 ديسمبر 2007م لإعتقاله). وأما الإعتداء على الممتلكات الخاصة وتكسير سيارات المواطنين حين اقتحام واستباحة القرى، فلا يمكن أن يعدها أحد.

وأما عن الاعتداء على المساجد واستباحتها فيذكر الجميع ما قام به المرتزقة منذ اكثر من سنة من اعتداء على مسجد الصادق- الذي يحاصرونه للمرة الثانية كل مساء جمعة لمنع أحد من القرب منه والصلاة فيه بإمامة الأستاذ حسن مشيمع- وضربوا المصلين واطلقوا عليهم الرصاص المطاطي والغاز الكيماوي. وعن الأماكن العامة، فموثق ما قامت به تلك القوات من الهجوم على العزل الموجودين في صالة مطار البحرين في ديسمبر 2005م بالضرب بالهراوات، ومن اقتحام مجمع الدانة في مارس 2006م بعد غلق منافذه واطلاق الغاز الكيماوي والإعتداء على المتسوقين والموجودين في المجمع حينها، وأخيراً الإعتداء الوحشي على الموجودين خارج المطار منذ أسبوعين بعد وصول الأستاذ حسن مشيمع من لندن. وقد أصيب في الأعتداء كلا من الشيخ عيسى الجودر والأستاذ حسن مشيمع من جراء البربرية والهمجية في التعامل مع المواطنين من قبل أجهزة إرهاب الداخلية.

وأما عن اعتقال الأطفال وارغامهم للإعتراف على الشباب كما حدث لقرية دمستان والمسرحية الأمنية الأخيرة، فتشهد بذلك غرف مراكز التعذيب التي لم توفر حتى الإعتداء الجنسي للمعتقلين لكسر إرادتهم وإرغامهم على الإعتراف.

هذه بعض ملامح إنتهاكات وزارة الارهاب وما صدر عنها من تجاوزات، وهي متكررة وممنهجة ولايمكن حلها إلا بتغيير رؤية هذه الوزارة السيادية للمواطنين والمقيمين، أولاً، قبل تغيير الطاقم الإداري ابتداءاً برأس الهرم، الوزير نفسه.

وتمثل تلك الإنتهاكات قائمة إخفاقات للجم الأجهزة الأمنية المتوثبة لأن تتولى هي قيادة البلاد كما هو حاصل الآن، وكما كان معمولاً به أثناء فترة تدابير أمن الدولة، التي قاد زمامها ولا يزال، سيء الصيت، المعذب البريطاني المطلوب عالمياً، المدعو إيان هندرسون.

فوزارة الإرهاب هي وزارة "قير صحيح" والقوات المعصومة (المكونة من الموطنين والمجنسين البحرينيون الجدد) الأجانب الذين يمثلون ما لا يقل عن 50% من منتسبيها- بحسب تصريح الوزير نفسه. فجميع المواطنين الذين يعتدي عليهم مرتزقة وزارة الإرهاب يكذبون، والجميع يتوهم: المصاب والمجروح، والمضروب، والمعتدى عليه، من الأطفال والشباب، والنساء والرجال، الصغار والكبار، فالرؤس المصابة، والأعين المضروبة، والأنوف المكسرة، والأضلع المهشمة والايدي والأرجل المعطوبة، والجلود الممزقة، كل ذلك من خيال أصحابها الذين يدعون على المرتزقة "الأبرياء".

الميليشيا المسلحة والمرتزقة من بلوشستان بباكستان وسوريا والاردن والعراق واليمن-البحرينيون الجدد- هم المعصومون المستهدفون من قبل الجميع- من المرأة والرجل، من العجوز والشاب وحتى الطفل.

متى تنتهي مهزلة وزارة الإرهاب ليعود الأمن والأمان ربوع الوطن الجريح؟ متى يذلف وزير الإرهاب – و عصابته معه- ويقود الوزارة من قلبه على الوطن وأبناءه البررة؟