Friday, November 20, 2009

إرهاب "الشوزن" لن يكتم أصوات الشعب وأحراره

السلطات تلجأ للرصاص لصيد طيور الحرية:

إرهاب "الشوزن" لن يكتم أصوات الشعب وأحراره

عبدالجليل السنكيس
20 نوفمبر 2009م

أصيب أربعة أطفال في قرية السنابس أمس (الجمعة) بجروح متفرقة بعد أن أطلقت عليهم قوات مكافحة الشغب «الشوزن» إثر اندلاع مواجهات مع مجموعة من الشباب. وتشير التفاصيل إلى أن أكبر علي ( 14عاما ) أصيب بجروح متفرقة في جسمه، بعد أن أطلقت عليه قوات مكافحة الشغب «الشوزن» عندما كان يهم بالرجوع إلى منزله في قرية بلاد القديم، عندما انتهى من لعب كرة القدم مع رفاقه في السنابس، وحينما كان يهم بالرجوع إلى المنزل عند حوالي الساعة 6 مساء وقعت مواجهات على شارع البديع بين شباب وقوات مكافحة الشغب، فوجهت له قوات مكافحة الشغب طلقات «الشوزن» في ظهره ووقع على الأرض، وتم طلب سيارة الإسعاف التي نقلته إلى مجمع السلمانية الطبي، ونقل شهود عيان أن أفراد مكافحة الشغب قاموا بضربه بالشوزن على ظهره ورأسه في الوقت الذي تدخلت عدد من نساء القرية لتخليص الشاب..

كما أصيب حسين طالب (11 عاما) بطلقات من «الشوزن» عند خروجه من المسجد بعد أداء صلاة المغرب والعشاء وأدخل على الفور إلى غرفة العمليات لنزع الشوزن من جسمه. وتشير التفاصيل إلى أنه رأى شبابا يجرون فحاول الجري للرجوع إلى منزله فتفاجأ بثلاثة من أفراد مكافحة الشغب أطلقوا عليه الشوزن في ظهره ورجله. ..

كما تعرض طفل آخر في السنابس يبلغ من العمر 13 عاما بإصابات متفرقة جراء إطلاق «الشوزن». ونقل أهل المصاب أن الطفل كان يسير في قرية السنابس مع أصدقائه بالقرب من منزله، فتفاجأ بسيارة من نوع «كورولا» تطلق عليه طلقات من سلاح «الشوزن» وأصيب في رجله وظهره، وأصيب عبدالله سوار (12 عاما) بطلقات الشوزن ونقل إلى المستشفى لتلقي العلاج- الوسط 28 مارس 2009م


هذه تغطية صحفية لبعض تفاصيل إصابات أربعة أطفال لم يتجاوز أكبرهم 14 عاماً تعرضوا في نهاية شهر مارس الماضي لطلق برصاص الشوزن- المستخدم في صيد الطيور- في مواقع مختلفة في قرية السنابس ومن قبل مجموعات مرتزقة مختلفة بلباس عسكري ومدني. وفي الوقت الذي نشيد بالدور المهني الذي قامت به الجريدة في تغطية تفصيلية ومتابعة للحدث، فإن هناك قضايا كثيرة مشابهة تمنّع الإعلام البحريني الموجه من تغطيتها، كما إن تخوف المصابين برصاص الشوزن من الإعتقال منعهم من إظهار أنفسهم. وهو ما حدث لكميل الغنامي (15 سنة) الذي أصيب برصاص صيد الطيور مساء الإثنين 16 نوفمبر الحالي في قرية الدير[i]، حيث تم إعتقاله في اليوم التالي بعد انتشار خبره، ضمن جملة اعتقالات في المنطقة التي برزت فيها مقاومة شرسة[ii] واحتجاجات شعبية مستمرة ضاق بها صدر السلطات الأمنية التي فشلت في أخمادها من خلال العقاب الجماعي الذي شمل حصار القرية الأبية وإغراقها بالغاز الكيماوي، وتهشيم سيارات المقيمين فيها[iii]، وآخرها محاولة صيد المقاومين باستعمال رصاص صيد الطيور.

لم يكن ابن الدير البطل- الغنامي- أول من يصاب برصاص القوات المرتزقة، ولن يكون هو الأخير. فقد لجأت السلطات الأمنية لرصاص الطيور لصيد الأحرار المطالبين بالحرية والمتظاهرين الذين يصرون على حياة الكرامة من خلال احتجاجهم على سياسة الإستيطان وأحلال شعب مستورد بدل الشعب الأصلي (من شيعة وسنة) تردي استمرار اعتقال النشطاء. فإضافة للسنابس الحرة حين أصيب الأطفال الأربعة المشار لهم في الخبر أعلاه، استعملت السلطات البحرينية الرصاص في كرزكان وسترة والدراز والدير والبارحة في أبوصيبع من قبل مرتزقة في سيارات مدنية.

فما دامت هناك احتجاجات متواصلة، وحالة غضب ورفض للتطبيع مع السلطة بشكل متنامي، فإن حالة الإحباط في النخبة العسكرية الحاكمة لفشلها في امتصاص النقمة الشعبية وتهدئة الشارع من خلال الإفراجات الأخيرة و تعبيراً عن فشل الأجهزة الأمنية في بسط سيطرتها على الوضع العام في شوارع وقرى البحرين، سوف تعبر عن نفسها من خلال التفريط في استعمال القوة العسكرية. فهذا ما حدث في 17 ديسمبر 1994م حينما قرر النظام اللجوء لإستعمال الرصاص الحي سقط بسببه الهانيان في السنابس، وما تلاه من مواجهات تسببت في سقوط العشرات من الشهداء. وهذا ما أضطر النظام إليه، لبسط سيطرته، من بسط اليد وتمكين للمرتزقة والميليشيا المسلحة التي عاثت الفساد ونشرت الإرهاب والرعب نتج عنها سقوط الشهيد علي جاسم في 17 ديسمبر 2007م في مواجهات في السنابس أيضا.

ولا يوجد شك، في أن رتل الشهداء .. أضاحي التغيير الحقيقي والإصلاح الجذري في البحرين.. سوف يتواصل، ما دامت عقلية النظام ونخبته العسكرية مواصلة في انتهاج سياسة الألغاء للشعب، واستعمال سياسة العصا الغليظة في مواجهة المطالبة بكتابة الدستور العصري المعبر عن إرادة الشعب، وفي قبال المد المتنامي لسياسة الإستيطان وتغيير الهوية وبرنامج الإبادة والإستبدال لشعب البحرين بفلول المرتزقة في بلدان الشام واليمن والسعودية والباكستان والعراق. وما دامت العقلية الحاكمة لا تعترف بوجود الشعب الأصيل (من شيعته وسنته) وحقه في الحياة الحرة الكريمة، فإن الإحتجاجات سوف تتواصل. وما دام مشاريع نهب خيرات البلاد، واقتصارها على النخبة الحاكمة على اعتبار أنها مغانم، وحرمان الشعب من خيرات البلاد، فإن برامج الأحتجاجات ومقاومة التطبيع والرضا والتسليم للأمر الواقع سوف لن تتوقف.. الإعتصامات.. المسيرات ..إطفاء الأنوار.. أعمدة الدخان..مقاومة المرتزقة الأجانب..وكل الأنشطة المعبرة عن الرفض للإستسلام لمشاريع النظام الرامية لمزيد من التهميش والحرمان والتآمر على الشعب بأي حلة كانت وعبر أي مجلس أو هيئة كانت، سوف تتواصل.

كما أن الإعتقالات، والتعذيب، والسجن والتهجير والإبعاد في الماضي، لم يوقف الحركة المطلبية المطالبة بتفعيل الإرادة الشعبية الحقيقة والمشاركة في صناعة القرار والثروة، فإن إعادة الحياة لسياسة القمع والترهيب عبر استعمال الرصاص- بغض النظر عن نوعه وحجمه- وحصار القرى واستباحة البيوت الآمنة وسلبها الأمن من قبل القوات المرتزقة الأجنبية سوف لن تزيد إلا إصراراً على مواصلة درب المقاومة..مقاومة تفضي لإحدى إثنتين: النصر وتحقيق المطالب.. أو الشهادة في سبيل الوطن ودفع الظلم وتحقيق العدالة وهي لا تنفك عن معنى الشهادة في سبيل الله تعالى.

إن حب الوطن.. والرغبة في العيش بكرامة فيه في ظل العدل والعدالة التي تحكمها وثيقة يقرها الشعب وتعبر عن إرادته الحقيقية- الدستور العصري- هو المطلب الأول الذي ستتواصل المطالبة به والتضحية من أجله، فلا كرامة للشعب دون دستور عصري يكتبه الشعب بيده، كما جاء في العريضة الأممية التي وقع عليها 82 ألف مواطن بحريني. فلا لدستور الشيخ حمد غير الشرعي الذي جاء في السر وكتب بليل بهيم من قبل مرتزقة الدساتير العربية، ولا لمشاركة في أي من مفرزات هذه الوثيقة اللقيطة وإسباغ أي مشروعية لها، مهما كانت المغريات الشخصية والمكتسبات الطائفية والسياسية الضيقة. ولا مواصلة مع سياسة التطبيع والرضا بالموجود و"الممنوح" من مكرمات النخبة الحاكمة.

المطلب الثاني الذي يستوجب التضحية والفداء.. مناهضة مشروع الشيخ حمد لإستبدال شعب البحرين الأصلي بمرتزقة الدول المحيطة التي تتأمر حكوماتها ضد شعب البحرين. فما دام هذا المشروع وأثاره قائمة، فإن المقاومة والإحتجاجات سوف تتواصل ولن تتوقف حتى يتم إصلاح ما أفسده الديوان.

أما المطلب الثالث، فهو العدالة ووقف سياسة التمييز والحرمان والتفقير التي تقودها الثلة الحاكمة والحصار الإقتصادي المقنن لأبناء الشعب، من أبناء القرى الذين لا يسبحون بحمد الحاكم كل صباح ومساء.

بدون تحقيق هذه المطالب، فلا مستقبل للبحرين وأبناء شعبها. الآراضي والبحار والثروات للطبقة الحاكمة ولمن يلوك حولهم. الوظائف، والخدمات والسكن للمطبلين والبحرينين الجدد. وليس للمواطنين الأصليين سوى الحرمان والجوع والعيش بقهر وذل. ولهذا..فإن قبضات الشعب سوف تواجه رصاص النظام ..والمعارضة الحقيقية سوف تواصل دربها.. والمقاومة المدنية لن تتوقف مهما إزدادت شراسة الأجهزة ومرتزقتها.. ومن حق المقاومين الدفاع عن أنفسهم.. وحماية أجسادهم ومنع المرتزقة من انتهاك حرمة بيوتهم وقراهم. فالخير والأمن والأمان يجب أن يعم الجميع دون تهميش أو تمييز أو تآمر.







--------------------------------------------------------------------------------

[i] http://www.alwasatnews.com/2630/news/read/336701/1.html

[ii] http://www.youtube.com/watch?v=Tv__R2QlvPA&feature=fvsr

[iii] http://www.youtube.com/watch?v=-KM8_JnlLXg