Saturday, October 15, 2005

البصمة البحرينية










البصمة البحرينية
عبدالجليل السنكيس
البحرين- 15 اكتوبر 2005م

في هذا اليوم، وللمرة الثانية،يعبر الشعب العراقي لكل العالم عن ارادته الحرة في اختيار ما يريد، ويشير كل فرد منه يشارك، بان يضع سبابته اليمنى في قنينة الحبر الأزرق، لتبقى علامة فخر بالمشاركة ودليل وعي بالحقوق الدستورية.

كانت المناسبة الأولى في 30 يناير 2005م حيث تم انتخاب الجمعية الوطنية، وكان لي شرف الحضور في إحدى مواقع الإقتراع باحدى ضواحي واشنطن بالولايات المتحدة والإحساس بالمشاعر العالية وعلائم الفرحة والسرور التي كانت بادية على كل المشاركين في الاقتراع. حينها تذكرت البحرين ومطالب شعبها المغيبة في ان يكون له الصوت في القرار السياسي، فحكومته مفروضة يرأسها الشيخ خليفة منذ أكثر من ثلاثة عقود، ويحتل أكثر من نصف الحكومة أفراد من العائلة الخليفية، بينما يمثل الباقي أفراد الشعب. هذه الحكومة التي لم يشهد التاريخ بانها حازت على رضا وثقة الشعب او من يمثله. فالى متى يستمر تغييب وتهميش شعب البحرين في التعبير عن موقفه في القرارات المختلفة، خصوصا المفصلية منها؟

في هذا اليوم، يصوت الشعب العراقي على دستوره الدائم بعد ان صاغه ووضع مفرداته أبناءه الاحرار من كل تبعية سياسية. وقد دفع الشعب العراقي أثمان باهظة من اجل هذه الفرصة التاريخية التي سوف تفرض على الجميع، القاصي والداني، احترام ارادته واختياره. فهذا الشعب اراد عزته وكرامته واصر على ان يكتب دستوره بنفسه، لا أن يفرضه الإحتلال عليه، وهكذا كان انعكاس إرادة الشعب في دستور عقدي يؤسس لمرحلة عمل سياسي ديموقراطي يحترم الإرادة الشعبية ومكونات الشعب المختلفة، ويرسل رسالة واضحة للإرهابيين والتكفيريين في كل مكان، بان جو الديموقراطية واحترام الآخر وتقديره هو الكفيل لحياة الكرامة والعزة للجميع، ويرفض هيمنة القوى الشرية والإجرامية من خلال السيارات المفخخة وطوابير انتحاريي الإرهاب.
ونحن أيضا في البحرين، نؤكد رغبتنا مجدداً في دستورٍ عقدي يؤسس لدور أساسي ووحيد للشعب مصدر السلطات جميعاً، من خلال نظام يموقراطي يسمح بالتداول السلمي للسلطة والتوزيع العادل للثروة وتفعيل أسس العدالة والمواطنة الحقة ويمنع الديكتاتورية وأي خطط لتغيير التركيبة الديموغرافية وتحويل جزر البحرين لملك خاص وعضود.
نبارك للشعب العراقي نصره على كل محاولات ترهيبه لمنعه من ممارسة حقه الطبيعي في حياة ديموقراطية مؤسسة من خلال الدستور العقدي على تمكين الشعب في صناعة القرار والتشريع وصيانة حقوقه وحرياته. ونتطلع في ذات الوقت الى ذلك اليوم الذي نصبغ فيه سبّابتنا بالحبر الأزرق معلنين عن ممارستنا لحقنا في دستور يصيغه ويقره أفراد الشعب ويفعل مبدأ الملكية الدستورية وينتج عنه حكومة منتخبة يرأسها من ثبتت أمانته وقدرته واخلاصه.
******