Saturday, March 18, 2006

يا أمير الكويت.. نريد حقنا، لا مكرمة



بمناسبة زيارة أمير الكويت-الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح- للبحرين:

يا أمير الكويت.. نريد حقنا، لا مكرمة
سواحل دمستان والمالكيةالبحرينية هدية لأمراء الكويت، هل أقر شعب البحرين تلك الهدية؟


عبدالجليل السنكيس- أكاديمي وناشط
البحرين: 12 مارس 2006م

حللت أهلاً ونزلت سهلاً، يا أبا ناصر، متمنياً لكم حسن الإقامة في بلدكم الثاني البحرين.

نبارك لكم، أولاً، تزكية ممثلي شعب الكويت لسموكم أميراً لدولة الكويت داعين لكم بالموفقية والسداد، وللشعب الكويتي العزيز كل الخير والتقدم والسؤدد.

يا أمير، لا أريد أن أزعجك بهذه الرسالة، وأنا أعلم مدى إنشغالكم، ولكنه حق في ذمتكم لازال شعب البحرين، وأنا أحد أبناءه ، يطالب به. فلطالما عُـرف الكويتيون باحترامهم لحقوق غيرهم، ولا أخالك يا أبا ناصر، تحيد عن هذه السجية، أطال الله عمرك في خير لك ولشعبك.

لقد قمت بمخاطبة سمو الأمير الراحل طيب الله ثراه - الشيخ جابر الصباح، بخصوص بعض سواحل بحريننا الحبيبة التي تم وهبها له ولولي عهده- الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح- شافاه الله ولكن، ولحد هذا الوقت، لم نر تقدماً في هذه القضية. ولي اعتقاد بانهما ليسا على علمٍ بالموضوع وحقيقته، وإلا كان منهما الموقف المتوقع والمشرف لهما ولشعبهما.

القصة باختصار، ولكم تفصيلها في الرسالة المرفقة (نسخة من الخطاب الذي تم ارساله للأمير الراحل)، أن الأمير السابق للبحرين- الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه الله- قد وهب جزءاً من ممتلكات شعب البحرين لأميركم السابق وولي عهده، من دون وجه حق أو تخويل.
ولا أتحدث عن ممتلكات "خاصة" للأمير السابق أو أو لبني عمومتكم آل خليفة، وإنما أتحدث عن ملكية عامة للشعب البحريني. أتحدث عن سواحل بحرية، تعود ملكيتها حسب الأعراف الإنسانية والحقوقية والمواثيق الدولية، لشعب البحرين، وهي سواحل دمستان والمالكية وما جاورهما. ولا يحق للحاكم السابق أو الحالي، أو أي من عائلته أو أي أحدٍ كائناً من كان، أن يقوم بوهب أي منها لأنفسهم، عوضاً عنها لغيرهم، لسبب واحد على الأقل، وهو أنهم لا يملكونها ولا يمكن أن يملكوها، ليعطوا أنفسهم الحق لوهبها لغيرهم.

وكما تعلمون، فإن السواحل والجزر ملكيات عامة، ولا يمكن الإستحواذ عليها بوضع اليد، كما لا يمكن إخضاعها لعناوين الإرث والتملك. هذا ما يحدث في البحرين، بلد الكرم والكرماء، حيث يتم، باستخدام "قانون وضع اليد" للإستيلاء على الأراضي العامة والسواحل والجزر، ومن ثم إجراء عملية غسيل لتلك العملية، كما يحدث لغسيل الأموال المسروقة، بأن تدار في السوق، بعناوين مختلفة. فمن بعد الإستيلاء، بأن يهب الأمير أو الحاكم للأرض الفلانية، وتسجيلها في السجل العقاري، وإكساب عملية الإستحواذ الصبغة القانونية، تعرض في السوق العالمية للبيع، أو تكون ضمن مشروع تجاري، بغية تعقيد المسألة من خلال خلق واقع جديد، يغلق الملف الأصلي.

وهذا، يا أمير، ما يحدث في بحريننا الحبيبة، حيث تنهب قطعة قطعة؛ تباع أو توهب، كما حدث لسواحل البحرين، أو يقام عليها مشروع تجاري، كما حدث لمرفأ البحرين البحري القديم، حيث تم الإستيلاء عليه من قبل رئيس وزراء البحرين الشيخ خليفة وأقام عليه مشروعاً تجارياً. وحدث الامر نفسه لمناطق مختلفة من أرض أوال، بحيث لم تترك للشعب بقعة صالحة للسكن، كما صرح بذلك وكيل وزارة الإسكان، بان أكثر من 90% من أراضي البحرين الصالحة للسكن، هي ملكية خاصة، فكيف يحدث هذا في ظل وجود طابور المواطنين المنتظرين الذي يفوق 40ألف مواطن تعود طلباتهم للعام 1991؟

تأتي هذه المنهجية الرامية الى تحويل البحرين- جغرافياً- الى ملكية خاصة، لتلغي الوجود المتأصل تاريخياً لأرض أوال البحرين. وتتزامن هذه الخطة مع إستيراد الآلاف من جنسيات محددة، وتوطينهم، بعد توظيفهم في وزارات الدولة، ومنحهم السكن والتسهيلات، على حساب الآلاف من الشباب البحريني العاطل عن العمل. فهل البحرين شحيحة في السكان، وهل هي أرض بلا شعب؟ أما ماذا؟

أخاطبكم، يا صاحبَ السمو، لتؤكدوا على حق شعب البحرين في سواحله وأراضيه العامة. إن ساحلي قريتي الدمستان والمالكية، لا يمكن أن يتحولا، بوضع اليد أو الهبة، الى ملكية خاصة، طال الزمان أم قصر. كما لايمكن أن يسقط هذا الحق بالتقادم، أو مستجدات الواقعية بأي عنوان كان، بما فيها، التوارث والإستثمار. وعليه، أتقدم لكم من أجل رد الحق لأهله، وأنتم لها أهل.

يا أمير، أن الملك يدوم على العدل، لا على الظلم، وانتم للعدل أهلٌ. وأن مال الحرام، يذهب بالبصر والبصيرة، ولا أخالكم، تفضلون غير الحلال.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
مرفق بطيه الرسالة التي وجهت إلى أمير الكويت الراحل –طيب الله ثراه – وولي عهده



تحويل البحرين لملكية خاصة:

يا ابني الصباح، هل تقبلان بالمشاركة في تغيير هوية البحرين؟
عبدالجليل السنكيس
17 يونيو 2005م
تقديم:
لقد عودتنا الكويت، كما عودنا شعبها الكريم المعطاء، بأنهم يفيضون على باقي شعوب العالم العربي والإسلامي، بل تعدى ذلك لبقية دول العالم، بما أفاض عليهم الله من الخير. فقد كانوا يرون، ونعم الحكمة هي، بان مشاركة الخير مع الآخرين مقدمة لإستمراره وزيادته. وهكذا كان ديدن أهل الكويت، عزيزوا نفس، وهذا ما جعلهم لا يتاخرون عن نصرة المنكوب وصاحب الحاجة. آثارهم في جميع أصقاع الأرض، والبحرين، ليست إلا واحدة. لا تكاد تدخل قرية او مدينة، إلا ولخير الكويت أثرمن مدارس ومراكز صحية وغيرها. لقد كانت الأموال تأتي للبحرين، وتذهب في جيوب المتنفذين من أفراد السلطة، ولما عرف الكويتيون ذلك، لم يوقفوا برامجهم، ولكن فتحوا لهم مكتب للمتابعة والإشراف، وخيراً فعلوا.

وعرف أيضا أهل البحرين بان يقابلوا ذلك بالطيب والأخلاق، على ضنط العيش الذي تسبب به المتنفذون وعمليات التفقير الممنهجة للشعب، بقصد إذلاله وإهانته. وكان أقل ما يمكن ان يعمله أهل البحرين لأهلهم في الكويت، أن فتحوا قلوبهم وبيوتهم، أبان نكبة الإحتلال الصدامي للكويت. شاركوهم الفرحة بتحرير الكويت كما شاطروهم الألم بفقد أحبتهم وشهداءهم، الذين يكن لهم أهل البحرين كل حب ومودة.

وقعت في يدي وثيقة ملكية صادرة من إدارة السجل العقاري بوزارة العدل والشئون الإسلامية (سابقاً)، وهي وثيقة معفاة من الرسوم، وموثقة برقم التسجيل: 37065، ورقم المقدمة: 3827/1985 بتاريخ: 2 ربيع الاول 1406هـ الموافق 14 نوفمبر 1985م. وتشير هذه الوثيقة بأن اخا أمير البحرين السابق، محمد بن سلمان بن حمد آل خليفة قد وهب إبنه- حمد بن محمد- أرضاً بمساحة 103406 متراً مربعاً، هي عبارة عن قطعة ساحلية تطل على ساحل قرية المالكية- غرب البحرين. وقد قام حمد بن محمد بن سلمان آل خليفة ببناء سور حول هذه الآرض، وواصل هذا الجدار الى داخل البحر بما يقارب كيلومتراً واحداً، مقتطعاً، ليس فقط الساحل بل جزءاً من البحر، وهو ما يطلق عليه في البحرين هذه الأيام بالجدار العازل. ولي هنا بيت القصيد، وإنما ورود إسم أمير الكويت الحالي، الشيخ جابر الأحمد الصباح وملكيته للأرض جنوبي هذا الجدار. تأتي هذه الملكية استناداً على كرم الأمير الراحل- عيسى بن سلمان آل خليفة- حيث انه وهب الآرض المحاذية لهذا الجدار لأمير الكويت، تقديراً لجهود الكويت في دعم الإقتصاد البحريني من خلال بناء المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس. وقد قام عيسى بن سلمان بوهب أرض مشابهة لولي عهد الكويت- الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح- وهي عبارة عن جزء من ساحل قرية دمستان المحاذية لقرية المالكية.

قطعتا الأرض هاتان، والتي يشك بان أمير وولي عهد الكويت، بما لديهما من أملاك، يعلمان بانهما مرتبطتان بموضوع شائك له علاقة بهوية أهل البحرين، حيك في الظلام ولازال يفعل، وليس له غاية إلا أن يتحول شعب البحرين الى فئة وأقلية، والى جزر واراضي البحرين الى ملك خاص، لا يملكه شعب البحرين، بل آخرون من متنفذون، ومستثمرون، وخلافه.
التغيير الديموغرافي والجغرافي للبحرين:

لم يتوقف النظام في البحرين على انتهاج كل وسائل تغيير الهوية للبحرين وشعبها منذ أن ادرك بان روحه الوقادة لحياة العز والكرامة لن تسترح إلا بعد أن تحقق أهدافها. وبدأت عملية التغيير الديموغرافي في الفترة ما بعد حل المجلس الوطني في العام 1975م، مرت بفترات مد وجزر طوال الفترة السابقة، ولكنها تحركت بوتيرة كبيرة وسريعة في فترة الحاكم الحالي- حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة.

وقد تزامن مع التغيير الديمواغرافي لشعب البحرين، تغيير آخر يعرف بالتغيير الجغرافي. فقد تم تغيير أسماء المناطق والقرى، ونقلت بعض اجهزة الدولة من مناطق تعبر عن العمق الشعبي الأصيل، لمناطق جديدة، بهدف محو البعد التاريخي والهوية. إضافة لذلك، فقد تم إحتلال الجزر وتغيير أسماءها، فلم تعد هناك جزيرة باسم "جدة" ولا باسم "ام النعسان"، بل أصبحت ملكاً خاصاً لخليفة بن سلمان، ومجمد بن سلمان وحمد بن عيسى بن سلمان. بل تم استملاك جميع سواحل البحرين وشواطئها من قبل أفراد من العائلة، ثم بيعت بأثمان باهضة، تحت عناوين التجارة والإستثمار. وتدلل الوثائق، الى انه تم تخطيط البحر المحيط للبحرين، ومن ثم تم بيعه لمستثمرين عرب.

الرسالة لإبني الصباح،،،

هذه أصل القصة، وهذا هو موضوعها؛ تغيير هوية البحرين الثقافية والجغرافية، بما يحقق أطماعاً خاصة. الجزء المتبقي من ساحل المالكية، مسجل باسم أمير الكويت، وجزء من ساحل دمستان مسجل باسم ولي عهد الكويت. وعليه فإن كلا الأميرين متفضلٌ على أهل المالكية ودمستان والقرى المجاورة بان سمح لهم استخدام الشاطئ لقواربهم التي يقتاتون عليها (تتجاوز 100 قارب في المالكية فقط)، ناهيك عن انه المتنفس الوحيد لأهالي المنطقة على بحر الخليج. طبعاً هم لا يعلمون متى يأتيهم الأمر "القانوني" ليوقف إعالة أكثر من مائة عائلة تعيش على صيد البحر، ويحرم سكان المنطقة من بحرهم الذي تربوا ونشاوا عليه. تجدر الإشارة الى وجود العديد من مصائد الأسماك او ما يطلق عليه محلياً "الحضور" وهي مسجلة باسم أصحابها، وهذا يعني مصادرة أخرى لمصدر رزق يقتات عليه سكان هذه المنطقة. هذا ما قام به جدار حمد بن محمد بن سلمان آل خليفة، وهوما سوف يتكرر في حالة إحتفاظكم بهذا الجزء من ساحل البحرين. اعلم بان ممثلاً من مكتب سموكم قد وعد بعض أهالي المالكية، ببناء مركز لتدريس علوم القرآن، في بعض أجزاء هذه الارض المحاذية للساحل التابع لقرية المالكية. وإن كان ذلك أمر محل إشادة، كما اسبقت، عرف به شعب الكويت، ولكن هذا لا يحل أصل القضية، وهي استملاك الساحل والتصرف به لأغراض شخصية، وحرمان أفراد الشعب منه. ان هذا الامر غير مقبول او معمول به في دولة الكويت الشقيقة او أي من الدول. السواحل والشطئان، ملك عام للشعب، ولا يجوز لأحد تمليكه أو استملاكه.

هاتان القطعتان تم إقتطاعهما من جسم البحرين وتم إهدائكما إياه. لم يكن لعيسى بن سلمان (الامير الراحل) الحق في أن يقتطع من شواطئ وأراضي البحرين ووهبها لمن يشاء، لأنها بكل بساطة، ملك عام للشعب، وليست ملكاً خاصا. نطالبكما ان ترفضا ان تكونا ضمن لعبة تهدف لتغيير هوية البحرين، تحت أي مبرر، كما نطالبكما ان تعيدا تلك الأراضي الى ملكية شعب البحرين.

إننا نعتقد بانكما لا تقبلان بهذا الدور، ويكفيكما ما حباكما الله وحبا شعب الكويت من الخير الوفير، ومن العزة بان لا تقبلون إلا بذلك لشعب البحرين.