Thursday, April 20, 2006

المحاة-Erasers


حلقات مخطط التغييب باسم القانون والدين في البحرين:

المحاة-Erasers
مافيا استصال الحلايل "الشيعة"

عبدالجليل السنكيس
البحرين: 16أبريل 2006م


ما جاء في فيلم الماحي: "قف، لقد تم محوك"..الممثل آرنولد شوازنقر
Stop..You have been erased.. Actor Arnold Schwarzenegger


ريفورمات- Reformat:
أعدت تناول حلقات مخطط التغييب باسم الدين والقانون ليتناول المحتويات التي أشرت لها في الحلقة الأولى من زاوية مختلفة قليلا، ولكنها تتناول نفس المضوع وبعمق. وسوف أسعى لتسليط الضوء- إبتداءا- على تاصيل مخطط التغييب، واستخدام وسائط بشرية، قد يبدو لأول وهلة براءة السلطة المحلية منها، ولكنها هي التي زرعت هذه الوسائط ودعمتها وتركتها تنمو بعد ان تم تشريبها بتأصيل فكري "متدين"، لتتحرك لاحقاً بشكل تلقائي بعيد عن التوجيه المباشر واللصيق من السلطة. وسيتضح لاحقاً أهمية هذا الطرح.

المحاة –Erasers:
اتذكر جيداً الفيلم الأمريكي- الماحي Eraser- الذي يعبر عن دور يلعبه بطل الفيلم في برنامج عملي يتم فيه تنفيذ محو شخصية ما من على الخريطة البشرية. قرار المحو من "جهات عليا" غير معرفة، ويقوم الماحي بالسعي لإستئصال هذه الشخصية على جميع المستويات؛ السجلات الصحية، سجل العمل، السجل الوطني، السجل التجاري وغيره من السجلات الدالة على وجود هذه الشخصية التي يتوج محو سجلها بالإغتيال والتفجير، بحيث تنتهي من الوجود، حتى الفيزيائي.

فوكس-Focus:
ابغض الحديث عن الطائفية، ولكن هذا التوجه الإلغائي للشيعة، لابد من فضحه وكشفه. وأكرر، ليس المستهدف هم الأحبة أبناء العامة، فمآل هذا التوجه سينال الاثنين- الشيعة والسنة- دون استثناء، وسيتفرج رموزهذا التوجه على الإثنين وهما يتقاتلان، ويضعفان بعضهما البعض، وهذا هو الهدف. ولكني أقول، بأنه" أكلت يوم أكل الثور الأسود" ولابد من التضامن لمناهضة هذه المنهجية الإستئصالية، والممولة دينياً، ولكنها تهدف لتحقيق أهدافا سياسية.

كمواطنين مسئولين، إستهداف أي طرف من المواطنين واضعافه لا يخدم الإستقرار الذي لابد ان ينعم به الجميع دون استثناء. كما لايمكن السماح لأحد، أن يوتر العلاقة بين أبناء الوطن الواحد من خلال عمليات التغييب والإلغاء الممنهج الذي نتحدث عنه. فمجتمعنا واحد، وكلنا أبناء تحت مظلة هذا الوطن، وحتى نضمن سلامته، لابد أن نوقف هذا التوجه ونزيل آثاره.

إن تنفيذ هذا المخطط على الأرض يتم من خلال عصابات استئصالية- المحاة، تغللت في مواقع مختلفة من الدولة وسعت بعد تثبيت مواقعها لتنفيذ هذا المخطط الشيطاني. لقد وصل أفراد هذه العصابات- التي لا تريد للبحرين وأهلها خيراً- لمواقع متقدمة في الوزارات وبعض الشركات الكبيرة- خصوصاً في مواقع القرار وتنفيذ برامج التوظيف والتدريب والأبتعاث، وأستطاعت أن تؤسس أحزاباً استئصالية يستهدف الشيعة اينما حلو: في مواقع العمل من توظيف، وتدريب، وترقيات، وبعثات. فتجدهم في المؤسسات التعليمية والإعلامية والدينية الرسمية، كما تجدهم في المؤسسات التجارية والصناعية التي ترعاها جميعاً السلطة في البحرين.

لضمان عدم وجود شيعة في المناصب، سعى أولئك على استخدام نفوذهم وتقنين عملية غربلة المستفيدين من اي فرصة وجود للشيعة- الذين عرفوا تاريخياً بالبحارنة، وأطلق عليهم بعض رموز السلطة بـ"الحلايل" ليشيع لاحقاً ذلك المصطلح الإقصائي. والمعنى من كلمة "حلايل" أي المُـحلل دمهم- بضم الميم- الذين يحل دمهم ويجوز قتلهم واستئصالهم. فلقد شهد تاريخ البحرين أحداثاً وقصصا مريعة ومرعبة، عن كيف ان "البحارنة" او "الحلايل" كانوا محل استهداف رموز الفتح الذين قادوا- مع مرتزقتهم ومجنديهم من الفداوية- عمليات القتل والتشريد والاغتصاب وحرق البيوت والمزارع واستلاب الأراضي. لقد كانوا يقومون بتحويط القرى، بالليل والنهار، ومن ثم سلبها بعد قتل رجالها وأي مقاومة فيها. لقد كانا تاريخاً مرّاً، عانى فيه الآباء والأمهات ما عانوا، خصوصاً اولئك الذين يملكون المزارع، أو البنات الجميلات.

هذا التاريخ يعيد نفسه، بصور أخرى، باستخدام القوة "القانونية" de Jury، والقوة "الواقعية" de facto، لسلب ثروات الشعب وتفقيره على نحو اشير له سابقاً، ولن نعيده حالياً.

لم يأت تقرير مركز البحرين لحقوق الإنسان الخاص بالتمييز والتمايز من فراغ. هذا التقرير الذي أقامت السلطة عليه الدنيا ولم تقعدها، بل كانت اللبنة الأولى لإستهداف السلطة للمركز، والذي لم يتوقف حتى صدور قرار الحل في نهاية سبتمبر 2004م. لم يكشف التقرير عن تحليل استخباراتي، ولكنه أماط الغطاء عن الخطة العامة او التوجه الذي بدت ملامحه من خلال الأرقام والتوزيع الطائفي الموجه للسلطة. ففي حين ان نسبة الشيعة في البحرين تتجاوز 70% -حسب القراءات الموثقة غربياً- لا يتأتي لهذه النسبة العظمي غير:

- 18% من المواقع الكبرى في البلاد
- 5 وزارء من أصل 22 موقع وزاري
- 12 نائباً للبرلمان الصوري من أصل 40 منتخباً
- 18 شوروياً من أصل 40 معيناً
- 22 بلدياً من أصل 50 منتخباً
- وووو

فأين من يستطيع ان يدافع عن عدم وجود توجه لإستهداف الشيعة وإقصائهم؟ القضية أبعد من كونه تمييزاً، بل هي إستئصال ممنهج، كما سيتضح بكل جلاء من خلال البحث. فبعض الوزارات- كما سماها بعض الأخوة- هي وزارات "حصينة" أي منيعة، بمعنى ان مافيا الإسئصال نجحت في أن تجعل مواقعها الإدارية المتقدمة خالية تماما من الشيعة- 100% Shia Free. طبعاً هذه النتيجة نفسها تقود لأبعاد التوجه المحموم للنظام في عملية استيراد البحرينيين من خلال التجنيس السياسي البغيض، وأضم صوتي الى من يقول بان من يتم تجنيسهم، هم خلايا نائمة، وسوف ينقلب السحر على الساحر.

مافيا إستئصال الحلايل- ماحي وجمعها محاة:

بعد تدشين مرحلة الإستئصال على مستوى العمل والوظيفة وفرص التعليم العليا، تأتي المرحلة الأخرى،تأتي مرحلة الإستئصال الفكري والديني. هذه المرحلة التي تم دعمها مادياً ومعنوياً من خلال مافيا تشربت أصول أفرادها من عالم الذر والاجنة، بل أرضعتهم امهاتهم، وغذاهم آباءهم على حقد الشيعة ولومهم لكل مشاكل المسلمين- وحتى العالم، والذي يشمل؛ تقسيم العالم الإسلامي الى دويلات، اغتصاب فلسطين، سرقات ثروات العالم الإسلامي وفقر دوله، شيوع الرذيلة، وغيرها.

لقد عمل أولئك التكفيريون على تأسيس الإستئصال الفكري والديني من خلال برامج تربوية، اعلامية ودينية ينتج عنها تغييب الشيعة. وسوف نأتي على تفصيله لاحقاً.

لم يأت استهداف الشيعة في العراق هذه الأيام من فراغ، ولم يتسابق شباب من جنسيات مختلفة، الى تفجير أنفسهم وسط مجاميع بشرية شيعية أو مراكز تعبدية تابعة للشيعة، إلا بعد أن مرّ أولئك عبر حملة شحن نفسي تم التأصيل له عبر مناهج تعليمية وتربوية. فأولئك تم تغذيتهم- منذ نعوم أظافرهم- بأن الشيعة، ليسوا فقط على ضلال، بل كفرة ويجب توجيه الطاقات لإستئصالهم، قربى لله تبارك وتعالى، ومحبة للرسول الذي "سينال شرف الغذاء أو العشاء" مع من يسعى عملياً عبر قتلهم وتشريدهم وتعذيبهم واحداث الألم الكبير فيهم- رجالا ونساءاً، اطفالاً وشباناً. وكلما زادت المعاناة في الشيعة، زاد الثواب!!!

فعندما تسأل مدرسة طلبتها- في إحدى مدارس التعليم في البحرين- عن مثال للكفار، ليأتي الرد السريع من أحد أحد الطلبة (اتضح لاحقاً بأنه أبن لأحد البحرينيين المستوردين- المجنسين) بانهم الشيعة، ليذهل بذلك سمع تلك المدرسة. (هذه الحادثة ليست نسج من الخيال، بل هي قصة حقيقية مائة بالمائة، ولدي المعلومات كاملة عن اسم المدرسة، والمدرسة التي تم فيها الحدث، والمنطقة).

لم يكن رد ذلك الطفل "البريئ" بريئاً وعفوياً. إنها تنمية وتهيئة وتشريب على حقد الآخرين والإعداد لإستهدافهم واستئصالهم، متى ما سنحت الفرصة. فلابد ان تكون حياة هذا الطفل البريئ ملئ بهذه التوجهات، ولابد أن يعيش جواً أسرياً ملوث بهذه الأفكار والتوجهات. وعندما يتم تأصيل تلك الأفكار في المناهج التربوية التي ترعاها المؤسسات التربوية، وفي التثقيف التاريخي والثقافي الذي تموله المؤسسات الإعلامية الرسمية، فتلك الطامة الكبرى.

الحلقة التالية ستكون عن تأصيل تكفير الشيعة والتحريض ضدهم، حيث سيتناول مواطن تأسيس الإستهداف والتغييب للشيعة- تربوياً عن طريق المناهج، اعلامياً، ودينياً.


------------------------------------------------------------------------------------
وصلات ذات علاقة بمخطط التغييب باسم القانون والدين:

قبل ان يحدث المحذور- عباس هاشم- الوسط
http://www.alwasatnews.com/topic.asp?tID=93113&mydate=4-14-2006

إننا في الأثر، فهل من مذكر؟ عبدالجليل السنكيس بتاريخ 12 أبريل 2006م
http://bahrainonline.org/~bhonline/showthread.php?t=150485

"محو الآثار الاسلامية في السعودية بين السياسة والدين". الدكتور سعيد الشهابي- القدس العربي
5 أبريل 2006م
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=2006\04\04-05\qpt4.htm&storytitle=ffمحو%20الآثار%20الاسلامية%20في%20السعودية%20بين%20السياسة%20والدينfff