Wednesday, December 12, 2007

فوائد الفلفل المطحون


فوائد الفلفل المطحون!
قاسم حسين
من أجمل وأحلى وأشكل اللجان الموجودة في البرلمان، وأطولها اسماً وأكثرها تنوعاً ديمقراطياً... «لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني»! فهذه اللجنة الجميلة تضم عضواً من المنبر، السلف، المستقبل، المستقلين، وعضوين من الوفاق.هذه اللجنة للأسف أخطأت حين ناقشت «مشروع قانون لحظر استحداث وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيماوية»! وحسناً ردّت عليهم وزارة الداخلية عندما أوضحت الحقيقة كاملة، بأن «مسيل الدموع إنما هو مصنوعٌ من مادة طبيعية وهي الفلفل المطحون»، وهو خبرٌ جميلٌ جداً، سيحدث انقلاباً في موقف الرأي العام من مسيلات الدموع، من المعارضة إلى التأييد والتحبيذ، وربما المطالبة بتعميم استخدامه على مختلف المناطق والجهات!
تاريخياً... الفلفل كان يُباع غالياً في القرن الحادي عشر، وكان يضاهي قيمة الذهب في فينيسيا بإيطاليا، وكلّ من تعرّض لمسيلات الدموع... المفروض أن يشكر الوزارة التي أتاحت له هذه الفرصة الجميلة مجاناً لاستنشاق أحد أغلى المواد في العالم! صحياً... الفلفل يقوّي ضربات القلب ويخفّض نسبة الكولسترول في الدم، ويخفّف احتقان المعدة، ويرمّم الأنسجة التالفة بالبدن، ويقوّي الجهاز الهضمي. كما أن هناك أنواعاً من الفلفل: أبيض وأسود وأحمر وأخضر، وفلفل حار وبارد، ويدخل في استخدام أنواع البيتزا، كما يدخل في استخدام أنواع المخللات: مخلل اللومي العماني، الخيار، الزيتون، البمبر، الخضار المشكلة، فضلاً عن مخلل الباذنجان والفلفل الحار بالزيت، الفلفل الأخضر بالملفوف... حتى في دقوس الطماطم!
ومع كل هذه الفوائد والمزايا... لماذا لا تحمدون ربّكم أيها البحرينيون، على استخدام مسيلات الدموع بنكهة الفلفل المطحون؟ يبدو أن اللجنة الموقّرة، ومع احترامنا لكلّ الأعضاء من مختلف الكتل، خضعت لتأثير بعض الحملات الإعلامية المغرضة، التي ضلّلتها عن معرفة الحقيقة، وإلاّ لما طالبت بحظر إنتاج هذه الوسائل الحضارية لمكافحة الشغب، أو منع تخزينها واستعمالها، وخصوصاً أن ليس لها أية أضرار على الإنسان، وضررها مؤقت (ساعة زمان)، وتأثيرها موضعي ... مجرد «حرقة في العين وحكة في الأنف ليس إلاّ» فلماذا تبالغون؟ ثم إن الفلفل الأحمر يعزّز من قدرة الإنسان على التركيز لأنه يسهّل تدفُّق الدم إلى الرأس. كما يحتوي على نسبة عالية من فيتامين (ج) وفيتامين (أ) اللذين يساعدان على معالجة قرحة المعدة.
وهناك نوع من الفلفل ويسمى «البابريكا» (نسأل الله أن يكون من محتويات مسيلات دموعنا الوطنية)، فهو يعالج السكر والتهاب المفاصل لاحتوائه على كميات كبيرة من الأملاح المعدنية كالكبريت والمغنسيوم والحديد والكالسيوم والفوسفور...
وكل هذه المواد المفيدة والفيتامينات والأملاح والمعادن الثمينة وتطالبون بعدم إنتاج مسيلات الدموع الله هداكم؟
ثم إن الفلفل يضاف إلى الثوم فيزيد من قدرته كمضاد حيوي فعّال أشبه بتأثير البنسلين، ويعمل على تخفيض ضغط الدم المرتفع بشكل سريع وآمن. كما إن (للثلثل) دوراً في علاج مشكلات الجهاز التنفسي وأمراض النساء والغدة الدرقية، فكيف تزعمون إنه يسبب الاختناقات وتهيّجات الجلد وشللاً بالأطراف. يا جماعة الخير... لقد ألقِيت عليكم الحجة، وثبتت لكم فوائد الفلفل المطحون، وعليكم أن تصحّحوا موقفكم، وتتبنوا «مشروع قانون» لإنتاج وتخزين واستعمال هذه المسيلات الصديقة للبيئة، والمفيدة لصحة الإنسان!
اقتراح برغبة
هذه أول مرة في حياتي أقدّم فيها اقتراحاً برغبة للبرلمان: «أن يرشّ الفلفل المطحون على كل التجمعات الجماهيرية مثل المباريات والاحتفالات تعميماً للفائدة على جميع أبناء الشعب الكريم
».
الوصلة:
http://www.alwasatnews.com/newspager_pages/print_art.aspx?news_id=95737&news_type=010