Saturday, June 07, 2008

البحرين: معتقلو مزرعة عطية الله يكشفون معاناتهم من التعذيب في التحقيقات الجنائية

HAQ: Movement of Liberties and Democracy- Bahrain
حق: حركة الحريات والدموقراطية- البحرين
الـحـقـوق للـجـمـيـع .. Rights for All

www.haaq.org, Email: HAAQ.Bahrain@gmail.com, HRB.BAHRAIN@gmail.com

مـكـتـب حـقـوق الإنـسـان Human Rights Bureau

البحرين: معتقلو مزرعة عطية الله يكشفون معاناتهم من التعذيب في التحقيقات الجنائية
أساليب التعذيب: التحرش الجنسي، التهديد بالإعتداء الجنسي على الزوجة، الكي بالسجائر، التعليق، الحرمان من الماء والأكل ودخول الحمام
في حوالي الساعة العاشر من صباح يوم الإثنين الموافق 2 يونيو 2008م، وبحضور أمني مكثف لم يختلف عن اليوم السابق، تلا قاضي المحكمة الجنائية الكبرى الشيخ محمد آل خليفة التهمتين الموجهتين لـ15 من شباب المنطقة الغربية في القضية رقم 300/2008/1 مثل منهم ثلاثة عشر، بينما لم يتم استحصال إثنين من المطلوبين. وقد نفى جميع المعتقلين أمام المحكمة إرتكابهم لأي جريمة، وأنهم قد تعرضوا للتعذيب والتهديد، وأن اعترافاتهم جاءت نتيجة الضرب والضغوط التي مورست بحقهم أثناء تواجدهم في التحقيقات الجنائية وفي النيابة العامة التي لم تكن حيادية.

تفصيل التهم: وقد وجهت النيابة للمعتقلين الـ15 التهمتان الآتيتان:
1) التجمهر في مكان مؤلف من أكثر من 5 أشخاص، الغرض منه ارتكاب جرائم الاعتداء على المال.
2) إشعال حريق -أثناء التجمهر- في الأموال الثابتة والمنقولة المملوكة للشيخ عبدالعزيز بن عطية الله آل خليفة، من شأنه تعريض حياة الأشخاص والأموال للخطر، حيث تم رميها بزجاجات حارقة، ونثرت عليها مادة معجلة للاشتعال (جازولين)، وأضرمت فيها النار.

وبعد أن أعرب كل معتقل عن برائته، سمح القاضي لكل المعتقلين الحديث عما عانوه وما بدى عليهم من آثار سوء معاملة، حيث تحدث كل واحد منهم شارحاً كيفية معاملته منذ اعتقاله من بيته وبقاءه مقيداً ومحبوساً حبسا إنفرادياً في مراكز التعذيب وكذلك أثناء تواجدهم في النيابة العامة والذي كان في وقت متأخر من الليل حتى الفجر. ومما جاء على لسان المعتقلين الآتي:
1) حسن كاظم (تاريخ الاعتقال: 31/3/2008م):
أنا بريء وغيرمذنب.أخذوني من العمل ظهراً. تم ايقافي حتى الساعة الرابعة عصراًَ، والتحقيق معي في نفس اليوم، وأنا مقيد اليدين ومعصب العينين. تعرضت للضرب المبرح، وأخذوني للنيابة العامة لتمديد حبسي 15 يوم. تم تعليقي لمدة 6 أيام بدون أكل وبدون صلاة بعدها جابوا"أتوا" لي ماء مالح لأشربه. قالوا لي اعترف على حرق المزرعة، وبعدها بثلاثة أشهر بتصير مكرمة وبيفرج عنك. وأنا مقيد ومصمد، تركوني أسقط على أنفي، وقد كسر. حبسوني انفرادي، وظلت لمدة 16 يوم بدون سباحة أو تغيير ملابسي. أعطوني دقيقتين للسباحة، وكذلك لدخول الحمام. وعند دخولي الحمام وأنا مقيد، ترك الباب مفتوحاً وقاوموا بتصويري- بالهاتف النقال- وانا في الحمام. لم ينزع القيد "الأفكري" إلا البارحة. بعد التعذيب، أخذوني للنيابة وكان ضابط التحقيق واقف عند الباب، ولم أعترف. أرجعوني للتحقيقات، وقاموا بتعذيبي مرة أخرى، وهددوني بالإعتداء على زوجتي، وكذلك بإدخال عصاة خشبية في دبري إن لم أعترف. أخذوني للمرزعة وأرغموني على التمثيل كما يريدون.

2) قاسم محمد خليل (تاريخ الأعتقال:15/4/2008):
أنا بريئ وغير مذنب. في التحقيقات، بعد الضرب والتعذيب وإرغامي على الإعتراف، قال الضابط، أمس اعترفت على الجيب، اليوم تعترف على المزرعة. تم سحبي بقوة وانا معلق. يتدلى بي المعذبون واحداً تلو الآخر وأنا معلق. أخذوني للنيابة في آخر الليل، وضابط التحقيقات واقف وراء باب مكتب وكيل النيابة. طلبت المحامي من الوكيل، فرفضت النيابة أن توفر ذلك.

3) سيد هادي حميد عدنان (تاريخ الإعتقال: 27/3/2008):
تم ضربي على وجهي وأنا معصب العينين، كما ضربت على أطراف أصابعي. تم تصويري بالموبايل وأنا مقيد بالأفكري وأقضي الحاجة في الحمام وبابه مفتوح. سبوا "الأئمة" وأهانوني. عندما نطلب الذهاب للحمام، يأتوا بعد ساعة أو اثنتين. السباحة لمدة دقيقتين، والمعذبين واقفين على باب الحمام. تعرضت للكي بالسجائر في رجلي،كما تم تهديدي بالاعتداء على عرضي (الإعتداء الجنسي). تم تعذيبي بشكل متواصل لمدة 16 يوم، ولو قيل لي أن اعترف بجريمة قتل كنت سأعترف.

4) علي محمد حبيب (تاريخ الإعتقال: 8/4/2008)
أنا بريئ. جابوا (أتوا) لي إحضارية، فذهبت للنيابة للمحامي وسلمت نفسي. فقالوا لي في النيابة، إذهب للتحقيقات لوحدك وبدون محامي. تم توقيفي مقيد ومصمد العينين لمدة يوم كامل، دون أكل أو شرب أو حتى صلاة. قال لي المحقق: اعترف، وبعد ثلاثة أشهر سوف تخرج بمكرمة. أتوا بي لمكان الحادث وأرغموني على التمثيل. في التحقيقات قال لي المحقق أن اعترف على حرق شيئ (موقع) في المزرعة، ولما أتوا بي للمكان المقصود، وجدوا بأنه غير محترق تماما. أخذوني للنيابة بعد تعذيب دام 16 يوماً. أخذوني لسجن الحوض الجاف، وعندما وصلت هناك سألوني من أين أنت. فأجبت بأنني من كرزكان، فأقبلوا علي بالضرب والرفس. أخذوني بعد ذلك لمكان أسمع فيه صوت الطائرات، وظل المرافقين لي يخنقونني بالبرنص (اللحاف).

5) حبيب محمد حبيب (تاريخ الإعتقال:15/4/2008م)
أنا بريئ. تعرضت للتعليق والتعذيب لثلاثة أيام متواصلة. منعوا عني الماء والذهاب لدورة المياه، وحتى الصلاة. قالوا لي المحقق: اعترف على الجيب، سنسمح لك بالنوم. وبعد رجوعنا من النيابة، لم يتركونني أنام، وقالوا لي يجب أن اعترف على حرق المزرعة أيضا. هددوني بأن يأخذونني للغرفة السوداء إذا لم أعترف. أخذوني لمنطقة الحادث وأرغموني على التمثيل كما يريدون. أرغموني على الوقوف يوماً كاملا بدون ماء أو حمام، وفي نفس الليلة أخذوني للنيابة.

6) حسين علي محمد ضيف (تاريخ الإعتقال:15/4/2008م)
أنا بر يئ. تعرضت للتعذيب بالفلقة. تم توقيفي ثلاثة أيام، والضرب المتواصل لإرغامي على الإعتراف. رسم المحققون رسماً للمزرعة وأعلموني ماذا يجب أن أعمل للتمثيل واختاروا مكاناً في المزرعة أمثل فيه. ويوم أن ذهبوا بي للمزرعة، تبين أن المكان الذي اختاروه غير موجود. وقاموا بتصويري بعد ارغامي على التمثيل في مكان آخر، ويمكن الرجوع لفيلم التصوير ليتضح كيف أنني كنت متعب جداً، حيث منع عني الأكل والشرب حتى بعد التمثيل.
7) حبيب أحمد حبيب (تاريخ الإعتقال:15/4/2008م)
أنا بريئ. تم تعليقي في النحقيقات في نفس الليلة ولمدة يومين متواصلين وأنا مصمد، الى أن انقطع الحبل الذي علقوني به، وسقطت على الأرض. ضربوني على أطراف أصابعي، كما تعرضت للصعق الكهربائي، بعد تكسير أظافري. طلبت الماء ولا يستجيبون. في النيابة، قال لي الوكيل بأن النيابة يدها طويلة وأنها تستطيع ان تصل لي في داخل وخارج النيابة. أخذوني وأرغموني على التمثيل في منطقة الحادث، وبأمكان القاضي رؤية الفيديو، لقد كنت تعباً وأتمايل من كثرة الإعياء الشديد. كنت محروماً من النوم، ومن الأكل، ومن الذهاب للحمام، ومنعت حتى من الصلاة.

8) أحمد علي حسن الفردان (تاريخ الاعتقال: 8/4/2008):
أنا بريئ وغير مذنب. تم اعتاقلي من منزلي حوالي الرابعة فجراً. تم تقييدي وتصميد عيني وبدأت أتعرض للضرب من أول ما اعتقلوني وحتى العاشرة صباحاً. ثم قال لي ضابط التحقيقات أن اعترف، ثم ضربني بالهوز الى العصر، ومنعوا عني الأكل أو الذهاب للحمام، وحتى الصلاة، وأخيراً، علقوني. وفي آخر الليل أخذوني للنيابة.
نقلوني لسجن انفرادي في المطار، لمدة شهرين تقريباً العين مصمدة ومقيد. أخذوني لمكان الحادث وأرغموني على التمثيل، وبعدها ولمدة ثلاثة أيام، تركوني في مكان مكشوف تحت الشمس.

9) قاسم حسن مرهون (تاريخ الإعتقال: 8/4/2008):
أنا بريئ. أخذوني من أمام بيتي، صمدوا عيني. في التحقيقات، طلب مني الضابط الإعتراف على أحد في قضية حرق المزرعة، وأنا لا أعرف أحداً من الشباب المذكورين. كنت ليلتها في المأتم. زوجتي في شهرها الأخير للوضع، ولهذا لا أفارقها. أعاني من إصابة في يدي حيث أنها مدعمة بقضيب حديد، كانوا يضربونني عليها وكانوا يعلقونني. أخبرتهم بان ظهري مصاب، فكانوا يركزوا الضرب عليه. أرغموني على التمثيل في مكان الحادث.

10) صالح علي محمد السيب (تاريخ الإعتقال: 31/3/2008):
أنا بريئ. أخذوني من على الجسر حيث كنت كثير السفر. صمدوا عيني وعلقوني وضربوني ضرب مؤذ، وطلبوا مني الإعتراف. ضربوني على إذني، ولا استطيع السمع منها جيداً. نزعت الإعترافات مني بالقوة. ظلت مقيداً بالقيد "الأفكري"، حتى تضرر معصميز (أشار للقاضي لمعصمه).

11) عمار حسن البصري (تاريخ الإعتقال: 29/3/2008)
أنا بريئ. تم التحرش بي جنسياً. علقوني ليوم كامل. قالوا لي ان أعترف على آخرين. أدخل الحمام ويدي مقيدتان بالأفكري، ولا يغلق باب الحمام ويصوروني وأنا في الحمام.

12) محمد عباس محمد علي (تاريخ الإعتقال: 27 /3/2008):
أنا بريئ. تم ضربي في أماكن مختلفة من جسمي، بما فيها الوجه، والإذنين. (وأشار للقاضي بتلك الإماكن). تم إجباري على الإعتراف في التحقيقات وكذلك في النيابة.

13) شاكر عبدالعال الهملي (تاريخ الإعتقال: 15/4/2008):
أنا بريئ. أتوا لي بإحضارية وذهبت لمركز دوار 17. أخذوني مباشرة للتحقيقات وأنا مصمد ومقيد، وقاموا بضربي. أنا من الهملة، والشباب من كرزكان، أسئلهم ياسعادة القاضي إذا كانوا يعرفونيي. أنا لا أعرف أحداً منهم. ظللت في سجن انفرادي لاكثر من شهر.

14) علي سلمان- غير متواجد في المحكمة (مطلوب)
15) سلمان ناجي- غير متواجد في المحكمة (مطلوب)

بعدها طلب منسق هيئة الدفاع - المحامي أحمد العريض- من القاضي أن يتم توثيق وإدراج كلام المعتقلين ضمن محضر الجلسة، والذي يشمل تعرضهم للتعذيب الجسدي والنفسي، كما طالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين بالضمان الذي تراه المحكمة، وإحالتهم إلى لجنة طبية محايدة، للكشف عليهم، وبيان ما بهم من إصابات وما إذا كانوا قد تعرضوا لأعمال تعذيب من عدمه. كما طالب العريض، بتحسين أوضاع توقيف المتهمين، ومنع توقيفهم الانفرادي، ومنع مواصلة انتهاك حقوقهم، والتعرض لهم بالتعذيب، أو أي معاملة تحط من كرامتهم.
إلى ذلك، تجاوبت المحكمة مع طلب هيئة الدفاع وقررت مخاطبة وزير الصحة لتشكيل هيئة مؤلفة من مجموعة أطباء لإجراء الكشف على المتهمين، على أن تشكل قبل الجلسة المقبلة لحلف اليمين، وانتدبت لجنة من النيابة العامة للفحص والتحقيق في أماكن توقيف المتهمين، والتحقق من شكواهم، والتصريح لممثلي المتهمين بالحصول على نسخة من ملف الدعوى. ولكن القاضي رفض الإفراج عن أي من المعتقلين- حتى أولئك الذين التمس لهم المحامين الإفراج لأسباب صحية أو كونهم قاصر، وجدد حبسهم للجلسة القادمة بتاريخ 7 يوليو 2008م.

الوقت: 5:00م التوقيت المحلي (2:00م بتوقيت غرينتش)
5 يونيو 2008م