Thursday, July 17, 2008

أحـــبـاب اللــه

أحـــبـاب اللــه
رضي الموسوي

اليوم هو السادس عشر من يوليو/ تموز، يوم استثنائي بالمقاييس كافة، إن على المستوى اللبناني الذي يحضر رجالاته الساحات، وإن على المستوى العربي.. والصهيوني أيضا.اليوم ستهتز الأرض وسينحني الجميع احتراما وتقديرا للأسرى المحررين من سجون الاحتلال الصهيوني وفي مقدمتهم عميد الأسرى سمير القنطار الذي أمضى نحو ثلاثين عاما أسيرا لدى الاحتلال حتى جاء نصر الله والفتح المبين، فتمت عملية التبادل في لحظة تاريخية يحق لهذه الأمة أن ترفع رأسها بوجود مقاومة لا تساوم على الأرض ولا على الأسرى.. الأحياء منهم والأموات..الأموات الذين وضعهم الاحتلال في مقبرة الأرقام ونساهم هناك، وأراد من الأمة أن تنساهم، فأغمضت اغلب الأنظمة العربية عيونها عنهم وتركتهم للزمن.
الزمن الذي أنجب مقاومة باسلة ولدت من رحم الهزيمة في صيف ,1982 لتراكم ما بدأه الذين سبقوها في العمل النضالي أمثال الأسير الذي يحرر اليوم سمير القنطار وقبله الشهيدة دلال المغربي وغيرهم من الشهداء اللبنانيين والفلسطينيين والعرب الذين آمنوا بقضية فلسطين ولبنان العادلة، فواجهوا الاحتلال بما لديهم من قوة وعزم وإيمان، ومن بينهم المواطن البحريني الشهيد مزاحم الشتر الذي استشهد وهو يدافع عن بيروت ضد اجتياح الغزاة الصهاينة في العام 1982 وبعده بأكثر من عقدين محمد الشاخوري.. والقائمة طويلة لأولئك العرب الذين قاوموا الاحتلال في ذلك العام ومنهم بحرينيون، رجال ونساء، اعرف جزءاً كبيراً منهم تركوا أعمالهم ومقاعد دراستهم الجامعية وانتقلوا إلى الأراضي اللبنانية دفاعا عن شرف الأمة الذي كان ينتهك في ظل الصمت الرسمي العربي القاتل، فيما كانت الغارات الصهيونية تصب حممها على كل المناطق اللبنانية ابتداء من مناطق الجنوب وصولا إلى بيروت.
اليوم هو العرس العربي في بيروت..عرس من طراز آخر: فرح في كل المناطق اللبنانية والفلسطينية والدول العربية، بينما يلف الحزن أركان الكيان من (كريات شمونه) شمال الكيان إلى أقصى جنوبه، حيث تمكنت المقاومة من إحداث اختراق كبير في العقلية الصهيونية والتأثير عليها من خلال المصداقية التي تمتعت بها طوال السنوات الماضية مقابل الكذب الذي مارسته مختلف حكومات تل أبيب حتى بلغ فيها الكذب حد النصب على عائلات القتلى الصهاينة، لتكشف المقاومة وسيدها نصر الله حقيقة الأمر لهم.
خمسة أسرى لبنانيين، ونحو مئتي جثمان للشهداء العرب يخترقون اليوم شوارع الجنوب حتى بيروت التي سيقام فيها العرس. وأظن أن بعض الأنظمة العربية تعاني اليوم من الحرج الشديد بسبب نجاح المقاومة اللبنانية، وفشلها من استرجاع جثمان واحد من جثامين الشهداء مقابل توقيعها على اتفاقيات ليست في صالح شعوبها وبلدانها. لنفرح اليوم مع عودة الأسرى والشهداء إلى أحضان أمهاتهم وذويهم وهم يرفعون رؤوسنا عاليا، بينما أناشيد النصر تصدح في أرجاء الوطن الكبير.. أليس الشهداء هم أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر؟