Sunday, May 25, 2008

"بسمتي" خليفة

اليوم "بسمتي" خليفة
وغداً "سمبوسة" خليفة

عبدالجليل السنكيس
25 مايو 2008م



أشرت في مقال سابق كيف أن رئيس الوزراء- خليفة بن سلمان- قد تعاقد لأكثر من مرة مع مسئولين في كل من تايلند والفلبين (
كفى..كفى..متى يـُـلـجم هذا الـرجل ؟)[1] لإستيراد أعداد كبيرة من مواطني هذين البلدين ليعملوا كمهنيين في البحرين، بدلاً من الاستثمار في أبناء هذا الوطن. ويتفهم الواحد منا الزيارات المكوكية لمسئولي هذين البلدين ولقاءاتهما مع رئيس الوزراء لإنهاء تلك العقود.
ليس خفياً على أحد ما يقوم به رئيس الوزراء من استثمارات واسعة في بلدان الشرق الأدني، وصلت لحد امتلاك مساحات شاسعة من تلك البلدان للشيخ خليفة ومواصلة الإستثمار فيها بشكل ملحوظ.
وعليه، لم يكن مستغرباً ما "نشر مؤخرا حول زيارة وزير الصناعة والتجارة البحريني الدكتور حسن عبدالله فخرو إلى مانيلا ومحادثاته مع نظيره الفليبيني آرثر يوب، وما انطوى عليه الإعلان من تأكيدات فليبينية حول موافقة مانيلا من حيث المبدأ على تملك القطاع الخاص البحريني لمساحات كبيرة من الأراضي في الفليبين من اجل زراعة الأرز البسمتي (تحديدا) عليها بهدف تحقيق الأمن الغذائي للمواطنين من هذه المادة الغذائية الرئيسية وتوفيرها بأسعار معقولة في متناول يد المواطن"
[2].

ومن غير "خليفة بن سلمان" من يستغل موارد وعلاقات الدولة لتكوين المزيد والمزيد من الثروات. فهو الذي يمتلك تلك المساحات الكبيرة هناك، وهو الذي يمتلك الشركات الكبرى في الفلبين وغيرها، وهو الذي دخل في شراكات مع أصحاب المال والنفوذ في تلك الدولة، وهو الذي حاز على أكثر من شهادة تكريم من مسئولي تلك الدولة لدوره في "دعم التنمية البشرية والمادية" في الفلبين.


وفكرة مشروع "بسمتي خليفة" تتلخص في استغلال إرتفاع أسعار الحبوب الغذائية في العالم وتحديداً الارز الذي يعتمد عليه سكان الخليج، والبدء في زراعة واستيراد كميات كبيرة من الأرز، البسمتي تحديداً، الذي تعدى سعر الطن منه 1000 دولار (377 دينار بحريني). وبحسب كافة الإحصائيات والتحقيقات، فقد ارتفعت أسعاره ٣ مرات ونصف المرة خلال الأشهر القليلة الماضية فقط ( ارجع لمقال الفلبين تزرع البسمتي لصالح البحرين!- للدكتور عبدالله المدني المنشور في جريدة الأيام بتاريخ 25 مايو 2008)، وهو معرض للإزدياد في الفترة القادمة.
وبحسب الباحث المتخصص في الشئون الآسيوية عبدالله المدني في المقال المشار له: فإن "70 بالمئة من واردات دول مجلس التعاون الست من الأرز كانت من النوع البسمتي الذي جاء جله من دولتين هما الهند والباكستان مع سيطرة الأولى على حصة الأسد. وهذا يعكس حقيقتين مهمتين: الأولى أن 30 بالمئة من واردات دول مجلس التعاون من الأرز هي من أنواع أخرى غير البسمتي، وتأتي من دول مثل تايلند والفلبين وفيتنام ومصر والولايات المتحدة وبنغلاديش واندونيسيا")-مقتبس من نفس المرجع

من جانب آخر، فمن يستطيع أن يفرض على التجار والأجهزة الحكومية التي "يتحكم فيها منذ أكثر من 37 سنة" غير خليفة بن سلمان ليتوقفوا عن استيراد البسمتي الهندي والباكستاني واستبداله بالبسمتي "الخليفي". ولا نستغرب من أن تبدأ كميات الأرز "البسمتي" في الشحة، لتبداً مرحلة أخرى من الإرتفاع في سعر الأرز على ما هو عليه، لتصب أخيراً في جيب خليفة بن سلمان، كالعادة. طبعاً، قد قام ابن سلمان بتكوين الشركات المختلفة لتحمل توصيل "بسمتي خليفة" من الفلبين الى البحرين (زراعة، حصاد، تغليف، توزيع، شحن، تصدير، وغيرها)، وليس بعيداً أن تتكون الشركات المقابلة في البحرين والخليج ليتوالى الاستيراد، والتوزيع والتسويق، والبيع، وغيرها) لتصب في حساب رجل الأعمال الغول.

وليستعد البحرينيون، حتى التجار منهم، للتعامل مع سعر ومذاق "بسمتي خليفة" الذي لن ينافسه بسمتي في العالم حتى بسمتي "تيلدا" الفريد.

مواضيع ذات علاقة:

من فمك ندينك..اعترافات فيفتي فيفتي..رئيس الوزراء المؤبد
متى يرعوي ابن سلمان؟
بعد 35 عاما:لماذا لا تريح الشعب برحيلك يا أبا علي؟
مهما عملت، لن تضلل الرأي العام يا ابن سلمان
من أسرار جوائز ومؤهلات ابن سلمان
حكومة "طال عمرك"
الحكومة الطائفية
خليفة أنت المسئول
كفى..كفى..متى يـُـلـجم هذا الـرجل ؟
"لنا كرامة، ونرفض أن نكون سجاداً"
عرقنة البحرين
تنحى يا خليفة


[1] http://alsingace.blogspot.com/2008/02/blog-post_5329.html
[2] مقتبس من مقال http://www.alayam.com/ArticleDetail.asp?CategoryId=5&ArticleId=332083